أنصت قليلا

▪️ لم تعد ظاهرة الاسترسال والإسهاب في الحديث المسموع أو المقروء في نطاقها الضيق المقبول، فغدا كثيرون يفتنُّون في التطويل والإطناب، ويغفلون – أو يتغافلون – عن معاناة المستمع أو القارئ في معالجة الإنصات أو الاستيعاب.

▪️ غالباً ما يكون كلام أحدنا أو كتابته تفريغاً لحِملٍ جاثم على قلبه ولسانه، وبَوحاً لمشاعر مختلجة في الضلوع، يشعر بعدها المتكلم أو الكاتب براحة سارية في جَنبات روحه،
ولكن هل سنستمتع براحاتنا على حساب تعاسة الآخرين؟!.

▪️ كثيراً ما تسوقنا الأقدار لمجالسة أناس لا يعرف قاموسها “الإنصات”، طيلة مكوثه في أي مجلس يعني تسلُّمه للحديث، وما على الحضور إلا دقة التركيز ودوام التفاعل مع كلماته وموضوعاته.

▪️ أن يرى المرء نفسه أَوْلى بالحديث من غيره في جميع مجالسه الخاصة والعامة؛ لهو قرينة على إعجاب المرء بنفسه واغتراره بفهمه وعلمه.
وعلى هؤلاء أن يقمعوا في نفوسهم شهوة الكلام بمزيد من إلجام اللسان واعتياد تشنيف الآذان.

▪️ من طريف ما قرأتُ في “أدب الإنصات” ما قاله عطاء بن أبي رباح:
“إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له؛ كأني لم أسمعه، وقد سمعتُه قبل أن يولد!!”.

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *