الأقليات السورية والثورة والسلطة

التوعية النوعية - الأقليات السورية

ما من جلسة خاصة أو عامّة تتعلق بالثورة، ونحن تحت الركام والهدم، والقصف فوق الرؤوس، إلا ويأتي الحديث عن الأقليات السورية، وحقوقها، وضرورة حمايتها .. وأن لهم كامل الحقوق .. إلى آخر المعذوفة الوطنية!
والسؤال الذي يطرح نفسه، ألا يحق للسواد الأعظم من أبناء سوريا والثورة أن يتساءلوا أيضاً: عن موقف هذه الأقليات من الثورة السورية، والشعب السوري، وفي أي صف وقفوا، مع العدو أم مع الثورة التي تريد أن تنقذ الوطن والمواطن من براثن وشر العدو .. ثم بعد ذلك يأتي الحديث عن الحقوق والواجبات؟!
فإن كانوا مع الثورة وأهلها، يقاسمونهم التضحية والآلام، السراء والضراء، فلا خلاف حينئذٍ على الحقوق، والحديث عن الحقوق .. أما إن كانوا ضدها، وقد وقفوا مع الطاغوت العدو ضد الثورة، وضد الوطن، والسواد الأعظم من أبناء سوريا .. فكيف حينئذٍ يجوز أن يتساووا في الحقوق والواجبات مع من ضحوا، وكان منهم مليون شهيدا .. وفي أي قانون أو ميزان يجوز ذلك؛ أن يتساوى العدو مع الصديق، الضحية مع الجلاد؟!
أين هي الطائفة النصيرية، وموقفها من الثورة، ومن أبناء الثورة …؟!
أين هم الدروز …؟!
أين هم الشيعة ..؟!
أين هم النصارى …؟!
أين هم غالبية الأكراد …؟!
كلهم وللأسف قد وقفوا مع الطاغية المجرم ونظامه، مع العدو المجرم ضد الثورة، وضد السواد الأعظم من أهل السنّة، فأطالوا بموقفهم الآثم هذا من مأساة سوريا أرضاً وشعباً، وأحسنهم ــ وهم قلة ــ الذين وقفوا موقف الحياد، يراقبون ويتربصون لمن ستكون الغلبة في النهاية … ولا يجوز أن يُقاس على الأفراد الذين لا يتجاوزون أصابع اليد، الذين شذوا عن هذا الوصف العام!
ثم بعد كل ذلك يوجد منا ـ ومن غيرنا ــ من يُطالب بأن يكون منهم الحكام والأمراء، ومنّا الوزراء والأجراء … ساء ما يحكمون!

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *