كظم الغيظ والغضب

المجتمع المسلم - والكاظمين الغيظ

كظم الغيظ والغضب

إنهم ليسوا جمادات لا تشعر ولا تحس بل يشعرون بالغيظ والألم ولكنهم يحبسونه ولا ينتقمون

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كظم غيظا وهو قادر على أن يُنفذه دعاه الله سبحانه وتعالى على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يُخيِّره من الحور العين ما شاء» رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن

 

لا تغضب

لا تغضب

عن أبي هريرة رضي الله عنه: «أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: لا تغضب… فردد مرارا، قال: لا تغضب» رواه البخاري

 

تغيير حال القيام أو الجلوس عند الغضب

تغيير حال القيام أو الجلوس عند الغضب

عن أبي ذر رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: «إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع» حديث صحيح، رواه أبو داود وأحمد

 

– – – – – – –

بقلم: أبو معاذ
عن أَبي هُريرة رضي الله عنه : أنَّ رَجُلًا قال للنَّبيِّ ﷺ: أوصِني، قالَ: “لا تَغضَب”.. فَرَدَّدَ مِرارًا قالَ: “لا تَغضَب”. [رواه البخاري].

المعنى: هذه الوصيّةُ الوجيزةُ من النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيها من الخيرِ ما لا يعلَمُه إلّا الله. فالغضَبُ حينَ يَتَملّكُ صاحِبَهُ قد يحمِلُه على فعلِ ما يجعَلُهُ يخسرُ دنياهُ وآخِرَتَه.

فكم من إنسانٍ تلفّظَ بكلماتِ الكُفرِ الصريحة القبيحةِ تحت تأثيرِ الغضب؟!

وكم من إنسانٍ قتلَ نفسًا معصومةً أو أكثر مِن نفس تحت تأثيرِ الغضب؟!

وكم من إنسانٍ عقَّ والديه، أو طلّقَ زوجتَه، أو ضَربَ أبناءَه فَعطَبَ بعضَهم، أو حطّمَ متاعَه، أو قطعَ أرحامَه، أو أساءَ إلى جِوارِهِ، وكُلُّ هذا تحتَ تأثيرِ الغضب؟!

ثم إذا صحا من غضبته ندِمَ، وماذا ينفع الندَم؟!

لذا عدَّ كثيرٌ من العلماءِ هذا الحديثَ من أهمّ تعاليمِ الدين. وحينَ يقولُ النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: “لا تَغضَب” فإمّا أن يكونَ المُرادُ لا تتعرَّضْ للمسائلِ التي تعلمُ أنّها تُغضبّك، أو يكونَ المرادُ إن حصلَ وغضِبتَ فلا تترك غضَبَكَ يستولي عليكَ، بل بادر بإطفائهِ قبل أن تقوى نارُهُ وتستعِر.

طريقةٌ مقترحةٌ للتّطبيق:

كثيرٌ منّا يعيشُ أسيراً لوهمِ أنّه لا يستطيعُ التّحكّمَ بغضبِهِ، وهذا هُراءٌ وَجهالةٌ. فما معنى أن يوصينا النّبي صلّى الله عليه وسلّم بعدمِ الغضبِ لو لم يكن ذلكَ ممكِنا؟!

فقط اطرُد هذا الوهمَ عنك، واتخذ قرارَكَ الجريءَ بالتّخلُّصِ من الاستسلامِ لشيطانِ الغضب، وسترى النتائجَ سريعًا بعون الله، لا سِيّما بعد أن تتعرّفَ على العلاجاتِ النّبويةِ لظاهرةِ الغضبِ، والتي سنتناولُها في الأحاديث التالية إن شاء الله.

 

– – – – – – –

بقلم: أبو معاذ

عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه: أن رسولَ اللهِ ﷺ قال لنا: “إذا غَضِب أحدُكُم وهو قائِمٌ فليجلِس، فإن ذهبَ عنه الغضَبُ، وإلَّا فلَيضطَجِع”. [حديث صحيح، رواه أبو داود وأحمد].

المعنى: سبقَ أن ذكرنا أيّها الإخوةُ أن الغضبَ يجعلُ الإنسانَ في حالةٍ من التّوتّرِ واضطرابٍ في الأعصاب غير معتادٍ، ولكي يتغلّبَ الإنسانُ على هذه الحالة، فإنّ عليه ألّا يستمرَّ في الوضعِ الذي هو عليه، والذي يجعلُه متأهّباً للتّعبيرِ عن غضبِهِ بتصرّفاتٍ حمقاءَ ما أسرعَ أن يندمُ عليها.

فجاء هذا الهدي النّبويُّ الذي يوجه الغضبان إلى تغييرَ وضعيتِهِ التي غضبَ عليها، إلى وضعيةٍ أخفضَ منها وأكثرَ استرخاءً، بحيثُ لا تبقى جوارحهُ متحفّزةً للبطشِ والإيذاءِ، وهذا مجرّبٌ في الواقع ناجعٌ ونافعٌ، فكيفَ وقد جاءَت به سنّةُ من لا ينطقُ عن الهوى صلّى الله عليه وسلّم!

طريقة مقترحةٌ للتطبيق:

أخي الغالي: لقد عوّدنا أنفسَنا على الغضبِ لأشياءَ تافهةٍ لا تستحقُّ من ذوي العقلِ كلَّ هذا الانفعال، وهذهِ خِفّةٌ ورعونةٌ في المرءِ مذمومةٌ، بل لو عمِلنا على حلحلةِ المسائلِ التي نغضبُ لها ونثورُ من أجلِها برويّةٍ وتعقّلٍ، لما كلفتنا عُشرَ الجهدِ الذي نبذلُهُ في حالةِ الغضب، ولقضينا على كثيرٍ من الخلافاتِ في مهدها.

وعلى كلّ حالٍ فإنّه ينبغي علينا أن نستعينَ بالله، ونستثمرَ هذه العلاجاتِ النّبويّةَ للتخلّصِ من عادة الغضبِ السّريعِ بالكليّةِ، وليسَ لتسكينِ غضبِنا عند الحاجةِ فقط، بمعنى أن نجعلَ منها علاجاتٍ لا مسكّناتٍ، والله الموفّق.

0

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *