ذكر الموت

ذكر الموت

 

التوجيه والإرشاد - هادم اللذات

ذكر الموت

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكثروا من هادم اللذات» حديث حسن صحيح رواه الترمذي وابن ماجة
(هاذم/هادم) اللذات: أي قاطعها، وهو الموت، فإنه يقطع لذات الدنيا قطعا، ويزهد فيها ويهدم محبتها في قلب من تعلق بها.

 

– – – – – –

#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله ﷺ: “أكثِروا ذكرَ هادِم اللَّذّاتِ: الموت”. [رواه التِّرمِذي، والنَّسائي، وصحَّحه ابن حبَّان].

المعنى: هذا الحديثُ على قصَرِهِ فيه علاجٌ عظيمٌ لتردّي حالةِ المسلمِ الإيمانيّةِ وَضَعفِ التزامِهِ…ذلكَ أنَّ الإنسانَ مجبولٌ على حبِّ الشّهواتِ، مفطورٌ على طَلبِ الملذّاتِ، وكلّما حقّقَ شهوةً أو نالَ لذّةً، طالَبته نفسُهُ بالمزيدِ، بل إنّها لا تعودُ تكتفي بما وصلَت إليهِ وجرّبتهُ، وإنّما تطلبُ الدّرجةَ الأعلى من الشّهواتِ واللذائذ، حتّى تصلَ به إلى مرحلةٍ من الإدمانِ تُغريهِ بكسرِ حدودِ ما حرّمَ الله، وتزيّنُ له الاجتراءَ على مخالفةِ أمرِهِ والاستخفافِ بوعيدِهِ.

ولا يُلْجُمُ النفْسَ الأمّارةَ بالسّوءِ عن ذلك المنزلقِ الخطيرِ شيءٌ مثلُ استحضارِ الموتِ واستشعارِ رهبتِهِ، إذ هو الذي يقطعُ طمعَ النّفسِ عن الشّهواتِ، ويزهّدُها باللذّاتِ العاجلة، ويفطِمُها عن التعلّقِ بها والإدمانِ عليها.

لا سيّما إن رافقَ ذلكَ اعتقادٌ صحيحٌ، ويقينٌ صادقٌ أنّ اللذةَ الحقيقيّةَ للمؤمنِ، لا تكونُ إلا بعد تجاوزِ حاجزِ الموتِ للوصولِ إلى دارِ النّعيمِ الأبديّ.

وهذا هو ما أراده لنا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من هذه الوصيّةِ البليغة، فجزاه الله عنّا خيرا.

طريقة مقترحة للتّطبيق:

أخي وأختي: فلنعالجْ أنفسنا بهذا العلاجِ النّبويّ، ولنداوِها بهذا التّرياقِ المحمّديّ، ولنشارك في جنائز من يموتُ من حولِنا تغسيلاً وتشييعاً ودفناً حتى نعاينَ عن قربٍ إفلاسَهم مِن كل شهوةٍ وَلذّةٍ، ولنزُرْ المقابرَ مرّةً بعد مرّةٍ لا سيما قبورَ من كانوا أغنياءَ مُنعّمينَ كي نعتبرَ بأحوالِهم وما آلوا إليه… اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك وأنت راضٍ عنا.

0

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *