الرفق بالناس

الرفق بالناس
الرفق بالناس

التوعية النوعية - من ولي من أمر أمتي

الرفق بالناس

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شـيئا فـرفـق بهم فارفق به» رواه مسلم

 

– – – – – – –

#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون

عن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: سمِعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم يقولُ في بيتي هذا: “اللهمّ من وَلِيَ من أمرِ أمّتي شيئًا فشَقَّ عليهم فاشقُقْ عليه، ومن وَلِيَ من أمرِ أمّتي شيئًا فرفَق بهم فارفُقْ به”. رواه مسلم.

المعنى: يؤكّدُ هذا الحديثُ أنّ دينَنا مبنيٌّ على الرّفقِ واللين، حيثُ يسألُ النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم مولاهُ أن يرفُقَ بِمَن يرفُقُ بالمسلمين فيما يتسلَّمُهُ من أمورِهم، سواءٌ كانَ في مناصبِ الحُكمِ والقضاءِ أو في الوزارات والمؤسّساتِ الخِدميّة، لأنّ الرّفقَ يُهوِّنُ على المسلمينَ الوصولَ إلى حقوقِهم، ويرفعُ عنهم الضّيقَ والحرجَ، ويُيسّرُ معاشَهم، وهذا من أهمّ مقاصدِ الشّريعةِ الإسلاميّةِ.

وفي المقابلِ يَدعو صلّى الله عليه وسلّم ربَّه أن يشقَّ على مَن يشقُّ على المسلمينَ، فيُضيِّقُ عليهم ويكلّفُهم ما يوقِعُهم في الكربِ، أو يزيدُ في معاناتِهم الماليّةِ أو الجسديّة.

طريقةٌ مقترحةٌ للتّطبيق:

أخي وأختي: البعضُ منّا ما إن يتسلّم منصبًا أو موقعًا خِدميًّا، وتصيرُ حاجاتُ النّاسِ عندَه إلّا ونراه يتغيّرُ سلوكُهُ، وتسوءٌ نفسيّتُه، ويغدو وكأنّه طاووسٌ في أعلى برجٍ، ويصيرُ يماطلُ في تقديمِ الخدمةِ لإخوانِهِ ويضعُ عليهم من القيودِ والشّروطِ ما لا حاجةَ له ولا ضررَ من تركِهِ، إمّا ليدفعَهم إلى رِشوتِهِ أو ليحملَهم على التّملُّقِ إليه وكأنه يخدم الناس بالمجّان وليس موظفًا لخدمتهم!!

ومثل هذا يكونُ قد حرمَ نفسَه بركةَ دعوةِ النّبيّ صلى الله عليه وسلّم له بالرّفقِ، وأوقعَ نفسَه تحتَ دعوتِه صلّى الله عليه وسلّم عليه بالمشَقّة، ودعوتُه صلى الله عليه وسلم مستجابةٌ بلا شكّ، وما يدري ذلكَ المسكينُ الذي يشُقُّ على المسلمين، أنّ معظمَ ما يلحقُ به من ضوائقَ وكروبٍ في بيتِه وأهلِه يأتيه من جرّاءِ هذا الدّعاءِ المحمّديّ، والشّقيُّ التّعيسُ هو من تأخرّت المشقّة عليه إلى لحظاتِ النّزعِ أو ساعاتِ الحساب.

اللهم ارفق بنا، ولِّ علينا خيارنا، ولا تسلِّط علينا بذنوبنا شِرارنا يا أرحم الراحمين.

0

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *