هكذا يفعل القادة الضعفاء بدولهم أوباما ورهن القلم الأحمر بإرادة الكونغرس

زهير سالم

لا تذهب إلى كتاب من كتب السياسات الشرعية الإسلامية إلا وتجد علماء الفقه السياسي يشترطون في الحاكم المسلم : مع العلم والحكمة والنباهة القوة والشجاعة والنجدة والجرأة . يتفننون في الدوران حول هذه المعاني حتى تكاد تكون إجماعية بينهم .

بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم سبق إلى الاعتذار الصريح عن تولية من قدّر فيه ضعفا مع صلاحه حين أجاب أبا ذر يوم سأله الإمارة : يا أبا ذر إني أراك ضعيفا وإنها أمانة . وإنها خزي وندامة يوم القيامة إلا من أخذها بحقها ..,

لا تدري من أين اخترع رجال عهود الضعف مقولات مثل : لو اجتمعنا على أضعفنا لكان أقوانا . مقولة ليس فيها من الصواب غير بلاغة مزخرفها لخداع الناس وتضليلهم والذهاب ببريق عقولهم . لن يستطيع كل أهل الأرض أن يضعوا بين ضلوع ( المستعصم ) آخر خلفاء بني العباس الذي كان يردد قانعا أن التتار لن يبخلوا عليه ببغداد ، قلبا مثل قلب المعتصم يلبي صوتا زبطريا صائحا لبيك يا أختاه ..

متى تجمع القلب الذكي وصارما … وأنفا حميّا تجتنبك المظالم

هذا أوباما اليوم يدهده الولايات المتحدة أعظم دولة في العالم مزالق الهوان حتى غدت كرة يعبث بها وبقرارها وبسياساتها الجعلان .

أوباما الرئيس الضعيف الذي لم ترق به همته ليرد على اتهام بوتين له ولحكومته وبلاده بالكذب قبل أربع وعشرين ساعة من زيارته بلاده بالاعتذار عن حضور قمة تعقد برعاية بوتين في بطرس بورغ ..

ثم لك ولي أن نتساءل : ماذا فعل أوباما بمقام الرئاسة الأمريكية حين ألقى مقاليد صلاحياتها إلى مؤسسات يغلب عليها التشاكس الفردي والجماعي ويعلم أوباما من أمر معاندتها له ما يعلم ؛ هل ما يفعله أوباما اليوم سيصبح سابقة أو سنة كما نقول لمن يأتي بعجه وكم ومن الزمن سينتظر الأمريكيون حتى يأتيهم رئيس من طراز روزفلت وإيزنهاور وجونسون وبوش الأب وكلينتون ..؟!

لي ولك أن نتساءل كيف سيكون مخيال رئيس الدولة الأعظم في مخيال طفل سوري أو أم سورية أملوا منه خلاصا حين تخلى عنهم الجميع ثم يفجعون به وهو يتلقى صفعة من شركائه المتشاكسين يقولون له : لا لتحمل مسئولية حماية الأبرياء ..

لي ولك أن نتساءل بأي عين سينظر أوباما– بعدُ – ليس في عيني بوتين في أي معركة للتحدي وليس في عيني وليد المعلم أو فيصل المقداد بل في عيني أصغر معلق لبناني مستأجر على الأنباء وهو يندحر عاثرا يلملم أذيال خيبة يفرضها عليه البرلمانيون ..

لي ولك أن نتساءل وأي معنى سيبقى لأي موقف حاسم يعلنه ( رئيس أمريكي ) في أي شأن دولي ؟! وأوباما ( هملت المتردد الضعيف ) قد أكد أن جوابه ليس في كمه وإنما جوابه عند أمه ..

لي ولك أن نتساءل ما ذا بقي من معنى للتحذيرات الرئاسية الحاسمة الجازمة بالنسبة لإيران أو يونغ يانغ أو أي منطقة ساخنة في العالم ؟! ماذا بقي من معنى يقوله أي رئيس أمريكي إذا كان تفسير رؤياه عند غيره ..

لي ولك أخيرا أن نتساءل ألم يكن من واجب الرئيس الأمريكي أن يطلب موافقة الكونغرس على استعمال القلم الأحمر قبل أن يمد به خطه ، وأن يأخذ تعهدا منهم أن يغيروا آراءهم قبل أن يورطوه ..

هذا بعض ما يفعله القادة الضعفاء بدولهم وشعوبهم وإنها لذكرى ,,,,,

رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا يمشي متماوتا : سأل ما به ؟ قالوا : زاهد …
فبادره بالدرة وقال : لا تمت علينا ديننا أماتك الله ..
ولقد أماتوه يا بن الخطاب لقد أماتوه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *