عجولا هلوعا آملا أن يصل
عجولا هلوعا آملا أن يصل
قال تعالى: (وكان الإنسان عجولا) وقال سبحانه: (إنَّ الإنسان خُلِق هَلوعا، إذا مسه الشرُّ جزوعًا، وإذا مسه الخيرُ منوعًا).
هلوعا: أي حريصا على منفعته الخاصة.
جَزوعًا: أي قليل الصبر سريع الضجر.
ضبط هذه الصفات واستحضارها في الذهن عند التعامل مع الناس من أهم ما يحتاجه من يديرون أنفسهم وغيرهم، أو يريدون تطوير أنفسهم أو غيرهم…
ففي التعاطي مع الناس، لابد أن نستحضِر أنهم (عجولون هَلُوعون) فنراعي ذلك فيهم، ونتنبأ بردات أفعالهم، ولا نخطط بناء على طلب أو توقع أن يكون عكس ذلك الأصل في سلوكهم، فقليلٌ هم أولئك الذين يروِّضون أنفسهم، ويضبطون سلوكهم، ويتمتعون بثبات انفعالي عالٍ… وأولئك ممن أوتي الحكمة ومن يؤتاها فقد أوتي خيرا كثيرا… وما أندرهم.
وفي مقابلهم الكثرة الكثيرة، ممن غلبت عليهم عَجلَتُهم، وظهر هلعهم في ردات أفعالهم بشكل سريع، (إذا أعطوا رضوا وإذا لم يعطوا إذا هم يسخطون)… وأولئك غالبا لا يصلون إلى مبتغاهم، وقلما ينجحون في الشأن الخاص فضلا عن أن يكونوا أهلا للشأن العام… والعاقل من راقب نفسه وحاسبها وأطرها على الخير… فتدبر.
