هذا ما حصل في الساحل
هذا ما حصل في الساحل
ثلاثة أشهر بعد التحرير، والحواضن المجتمعية التي كانت داعمة للنظام البائد الذي ظلم السوريين وكان معظم قياداته منها… لم تتعرض لأي أذى…
ثلاثة أشهر كان فيها لقوى الأمن التابعة للدولة السورية دور كبير في حماية المجتمع وحفظ السلم الأهلي… وإشاعة الهدوء والسكينة.
هدوء قُطِعَ بعد أن قامت عصابات متآمرة من فلول النظام كانت متسترة بين تلك الحواضن، بالغدر بمن يحفظ أمن حواضنها المجتمعية ويحمي سلمها، فقتلوا في الساعات الأولى عشرات الشباب الأبرياء غدرا، وحرقوا جثث بعضهم، ما اضطر القوى الأمنية ان تنحاز عن تلك المناطق ساعات، وصل فيها المدد من كل الشعب السوري المكلوم، الحريصِ الغيورِ على دولته وانتصار ثورته…
فاختلط الحابل بالنابل وعمت الفوضى التي أشعل المجرمون نارها، وأوقدوا سعارها، إرضاء لإيران ومخططاتها، وكل من يريد بسوريا وأهلها شرا…
فأتوا بالوبال على أنفسهم، وذكَّروا بجرائمهم من كان يحاول أن يتناسى عقودًا من الألم والمعاناة، وحصلت بعض التجاوزات -التي لا يقبلها منصف- من القوى الشعبية لا من أجهزة الدولة أو قواتها الرسمية…
ورأى العالم إجرام فلول المارقين وقبحهُ، ولعل أقبح ما فيه -وكله قبيح- جرائم القتل التي ارتكبوها بحق المدنيين من بني ملتهم، ممن لم يشاركوهم جريمة الخروج على القانون، ورفع السلاح على الدولة، والتي تضاف إلى جرائم القتل على الهوية واللهجة أو حتى لمجرد أن نمرة السيارة من إدلب!
ورغم كل ما سبق كان ضبط النفس مع الحزم سيد الموقف لدى القيادة، ونجحت اليوم دولتنا الفتية في الاستحقاق الأخلاقي، كما نجحت في الاستحقاق الأمني العسكري، فسمع السوريون لأول مرة بحكومة تشكل لجنة تقصي حقائق لمتابعة جريمة من أخطؤوا كائنا من كانوا، بعد أن انتصرت قوات الدولة، وبدأت أجهزتها الأمنية بإعادة انتشارها… ومازالت قواتها تتعرض لبعض كمائن الفلول المارقة المجرمة، وقد تجاوز عدد الشهداء المئات..
تزامن مع كل ما سبق بحملة تضليل إعلامية ممنهجة منذ الساعات الأولى للأحداث، فرأى الناس كيف تم الترويج لمئات الحوادث القديمة والصور المفبركة لأشخاص أحياء أو من دول أخرى، يتم نشرها على أنها لضحايا في الساحل السوري!
ما يرتب علينا وعلى كل من يقرأ الآن واجبا أخلاقيا، بمكافحة الشائعات ودحض الادعاءات الكاذبة، وتوضيح الحقائق للبعيد بكل اللغات…
ومازالت الأحداث تتوالى.. وكلنا ثقة باللجان التي شكلت لإحقاق الحق وإنصاف كل من ظلم..
نسأل الله تعالى أن يجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وأن يجنب أهله الفتن، ويبطل كيد المفسدين… والحمد لله رب العالمين.