التشظي والاستثمار فيه!

التشظي والاستثمار فيه!

بغض النظر عن تفاصيل كل حدث، فإن التالي هو الأصل العام الذي يجب أن نفهم من خلاله كل ما يحصل في ساحتنا الداخلية من تقلبات، وآخرها ما حصل مؤخرا:

أقول بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:

“الاجتماع رحمة، والفرقة عذاب” ولهذا وجه رسول الله أن لو كنا ثلاثةً في فلاة أن نؤمر علينا واحدا… ولعل معظم المطلعين على الملف السوري يشاطروننا الرأي بأن ٥٠% من عذابات ومشاكل السوريين الثوار والمناطق المحررة تبدأ حلولها من الاجتماع على قيادة وإدارة واحدة… ولذلك كان الوصول إلى ذلك همَّ وسًعي كل المخلصين.

وفي المقابل كل من يستفيد من عذابات السوريين عدوًا ظاهرًا أو حليفًا اضطراريا، لا يريدنا أن نجتمع على قيادة واحدة، ولهذا فإن كلّ مشروع تشظي وتفرقة هو موضع اهتمامهم وترحيبهم ودعمهم وتمويلهم…

لا تظنوا ذلك منهم مناصرةً لأحدٍ على أحد، إنما فقط مناصرةً لفكرة تفريق المُفرَّق وشرذَمَة المُشرذَم… غايتهم (وأولهم حلفاء الضرورة) ألا نجتمع على كلمة سواء حتى نبقى مسلوبي القرار، لقمة سائغة سهلة يسلموننا لعدونا المتربص بنا بالطريقة التي يريدونها، والوقت الذي يختارونه هم لنا، في مقابل المكاسب التي يعطيها عدونا لهم!!

ولذلك طيلة السنوات التي خلت من ثورتنا ساهموا بشرذمتنا وتفريقنا وإفشال أي محاولة توحد أو تجمع حقيقي… ولم يجدوا حينها قيادة حقيقية تقف في وجه عمليات التشظي بشجاعة وقوة وحسمٍ يجمع الكلمة كحسم أبي بكر الصديق، ليوفر على هذا البلد وأحراره عذاباتٍ امتدت سنين، وشملت ملايين السوريين!.

☝️اللهم دبّر لنا فإنا لا نحسن التدبير.

– – – – – – – – –

المثقفون والتشظي… نقابة المحامين مثالا!!

بما أننا نتحدث عن التشظي والاستثمار فيه، لايظن ظانٌ أن ذلك موجود فقط عند الجماعات والفصائل وفي البيئات الأقل ثقافة وعلم… بل هو للأسف موجود بشدة لدى النخب والمثقفين!!

ولكم رأينا ذلك في نقاباتنا ومؤسساتنا المدنية، حيث نتظاهر بالاحتكام إلى الصناديق، ولكننا ما نلبث أن نشظّي المؤسسات وأن نعطل عملها، إذا لم تأت الصناديق بما نهوى وبمن نريد!!

وفي النهاية المستفيد الوحيد هو من لايريد للسوريين أجساما قوية تعبر عنهم…

وما نقابة المحامين الأحرار منا ببعيد..

إحدى أهم مؤسسات المجتمع المدني، ومن أسبقها ثورية، وأعمقها أثرا وأقواها تأثيرا ووصولا داخليا (وخارجيا لو أرادوا)…

نقابة المحامين الأحرار التي شهدنا منذ بضعة أشهر انتخاباتها الرائعة، والتي كانت عرسا ديمقراطيا حقيقيا شاهده جميع المراقبين، وبُث على وسائل الإعلام…

مالبثت أن انتهت انتخاباتها إلا ودب الخلاف في البيت الداخلي لها بين المحامين، خلافٌ لايستفيد منه إلا من لايريد لهذه المؤسسة القوية أن تستمر… خلاف لا أستوعب مبرراته مع وجود الصندوق الحر الذي يعبر عن رأي الأغلبية، والانتخابات التي شارك فيها الراضون والممتعضون!!

لذا فمن باب الغيرة على احدى أعرق مؤسسات الثورة، أدعو إخواننا المحامين الأحرار إلى إنهاء هذا الخلاف بالسرعة الممكنة، وليكن صندوق الاقتراع الحر هو الفيصل…

وأقول للأساتذة الكرام: لا تشمتوا الأعداء بنا في إحدى آخر قلاع الثورة؛ … اللهم اجمع شملنا وأصلح ذات بيننا يا مصلح الصالحين.

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *