من قال لأخيه يا كافر!

من قال لأخيه يا كافر!

من قال لأخيه يا كافر!

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما امرئ قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه» رواه مسلم

– – – – – – –

#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون

عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ رضي الله عنهما أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: “أَيُّما امرِئٍ قال لأخيهِ: يا كافرُ، فقد باءَ بها أحَدُهُما، إن كانَ كما قالَ، وإلَّا رَجَعَت علَيه”. رواه مسلم

المعنى: إنّ الدخولَ في الإيمانِ والخروجَ منه حكمٌ شرعيٌّ دقيقٌ، يترتّبُ عليه الكثير من الأحكام كحرمةِ الدّمِ والمالِ وثبوتِ الولاية من عدمِها ووجودُ التوارثِ أو امتناعِه، إلى غير ذلك من أحكام.

وبالتالي فلا يجوز بحالٍ أن يتهاونَ المسلمُ بإطلاقِ وصفِ الإيمانِ على من لم يثبت دخولُه فيه، كما لا يجوز بحالٍ إطلاقُ وصفِ الكفرِ على أيِّ مؤمنٍ لم يتحقّق خروجُه من دائرةِ المؤمنين.

وفي هذا الحديثِ نكيرٌ عظيمٌ ووعيدٌ شديدٌ لأولئك الذين جعلوا أنفسَهم حكمًا على النّاسِ، يدخلون في الإيمانِ من وافقهم وأحبّوه، ويرمونَ بالكفرِ من خالفهم وأبغضوه.
فيخبرُ صلى الله عليه وسلم أنّ من اتّهم مؤمنًا من أهلِ القبلةِ في دينِهِ بلا دليلٍ، ورماهُ بالكفرِ بلا حجّةٍ ولا برهان، فإنّه على خطرٍ عظيم، لأنّه أمامَ حالَين لا ثالثَ لهما.
فهذا الشّخصُ الذي قال عنه بأنّه كافرٌ إمّا أن يكون قد ثبتَ كفرُهُ بالدّليلِ الشّرعيّ الصّحيح وبالضّوابط التي استنبطها أهل العلم، وإمّا ألا يكونَ كذلك.
فإن كانَ كافرًا حقًّا فلا شيءَ على من رماهُ بالكفر؛ لكنّ المصيبةَ إن كانَ ما زالَ على الإيمانِ لم يخرج منه، فعندها يكونُ من رماه بالكفرِ قد باءَ بالإثمِ والمعرّةِ، وأتى ما يستحقُّ عليه العقابَ عند الله.

طريقة مقترحة للتطبيق:

أخي وأختي: إنّ من أعظم المهامِ التي كلّفنا الله بها الدعوةَ إلى هذا الدين، ومحاولةَ إدخالِ الناسِ إلى رحابِ الإيمان، ولم يجعل الله من وظيفةِ المسلمِ أن يتفرّغ للحكم على الناس هذا فاسق وهذا ضال وهذا كافر.

وفتنة تكفير الناس من أعظم الفتن التي راجَت سوقُها في هذه الأيّام، حتى صرنا نرى من لا يجيدُ أحكام الطهارة يتصدّر لتكفير الناس، ولربّما كفّر أحدُهم بعضَ العلماءِ الأعلام ونام مرتاح البال وكأنّه لم يفعل شيئًا.

فالمطلوبُ منّا أن نحرصَ على أن يصحَّ إيمانُنا ويسلمَ، وألا نتجرّأَ على الخوضِ في بحارِ التّكفيرِ التي وقف العلماءُ بساحلِها طلبًا للسّلامةِ وخوفًا من النّدامة، وأن نرُدَّ مثل هذه المواضيع إلى العلماء الربانيين الراسخين في العلم المشهود لهم بالعدالة والحكمة والاستقامة.

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *