النهي عن الغيبة والبهتان

النهي عن الغيبة والبهتان

النهي عن الغيبة والبهتان

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته» رواه مسلم

بهته: افتريت عليه كذبا

– – – – – – – –

#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون

عَن أَبي هُرَيرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «أتدرونَ ما الْغِيبَةُ؟» قالوا: اللهُ ورسولُه أعلَم، قال: «ذِكرُكَ أخاكَ بما يَكرَه» قيل أفرأيتَ إنْ كان في أخي ما أقول؟ قال: «إن كانَ فيه ما تقولُ، فقد اغتبتَه، وإن لم يَكن فيه فقد بَهَتَّه». رواه مُسلِم.

المعنى: يُحذّرُنا النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم في هذا الحديثِ من أمرٍ يتساهلُ فيه الكثيرُ من الناسِ، أَلا وَهو الغِيبةُ، ويأتي تحذيرُه عليه الصّلاةُ والسّلام بطريقةِ السُّؤالِ والجوابِ، فيسألُ صحابتَه إِن كانوا يعرِفونَ حقيقةَ الغيبةِ، فلمّا رآهم لا يعرِفون حقيقَتَها، دلَّهم عليها بقولِهِ: “ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ” والمقصودُ أن تذكُرَ أخاكَ بما يكرَهُ أَن تذكرَهُ بهِ من العُيوبِ الخِلقيَّةِ كالعرَجِ والقُبحِ وقِصرِ القامةِ، أو الخُلُقيّةِ كالبُخلِ والجُبنِ والقسوةِ، أو الدينيَّةِ كتقصيرِهِ في صلاةِ الجماعةِ أو تَقصيرِهِ في الذِّكرِ والطَّاعة.

وَالمرادُ هنا أن تذكرَهُ من غيرِ مصلحةٍ من ذِكرِهِ بذلِكَ، أمَّا إن كانَ ذِكرهُ لمصلحةٍ شرعيّةٍ كتَبيينِ حالِ الرُّواةِ وَالشُّهود، فهذا من النَّصيحةِ وَليسَ من الغيبةِ، وَكذلك إن استشارَكَ أحدٌ في شَخصٍ لأَجلِ مُصاهرتِهِ أو لِأجل معاملتِهِ في تجارةٍ أو في مجاوَرةٍ أو غيرِ ذلكَ، فيجوزُ لكَ أن تَذكرَهُ بما فيه؛ ولكنْ بقدرِ الحاجةِ، ولا يكونُ ذلكَ غيبةً.

وَحينَ تساءلَ الصَّحابةُ رضي الله عنهم فيما لو كانَ كلامُهم عن شخصٍ ما وفيهِ هذا العَيبُ، فهل ذِكرُه بما فيهِ يُعدُّ غيبةً؟ بَيَّنَ لهم صلّى الله عليه وسلّم أنَّهُ لو كانَ فيهِ العيبُ فهيَ غيبةٌ، ولو لم يكنْ فيهِ العيبُ فهو بُهتانٌ أي كذبٌ وافتراءٌ، وهو أقبحُ من الغِيبةِ بِكَثيرٍ.

طريقةٌ مقترحة للتطبيق:

أخي وأختي: لقد تفشّت الغِيبةُ في أكثرِ مجتمعاتنا واستشرت حتى ألِفناها وما عدنا نستنكرُها، ونادراً ما نرى من ينهى أخاه عن الغِيبةِ حين يسمعُها منه، بل ما أسرعَ ما نشاركُ المغتابَ في جريمتِه…

فلنتخلّصَ من هذه البليّةِ بأن نستحضر دائما في أذهاننا، قبيحَ ما شبّه الله به المغتاب في القرآن حيث قال سبحانه وتعالى: (أيحبُّ أحدُكم أن يأكلَ لحمَ أخيهِ ميتًا فكرهتموه)!

0

تقييم المستخدمون: 4.41 ( 1 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *