من تعلم العلم لغير الله

من تعلم العلم لغير الله

من تعلم العلم لغير الله

قال رسول الله عصلى الله عليه وسلم: «من تعلم العلم ليباهي به العلماء، أو يماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه» حديث صحيح أخرجه ابن ماجه وغيره

 – – – – – – – – –

#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون

عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: *”مَن تعلَّمَ العِلمَ ليُباهِيَ بِهِ العُلماءَ، أو يُمارِيَ بِهِ السُّفهاءَ، أو يصرِفَ بِهِ وجوهَ النّاسِ إليه، أدخَلَهُ اللهُ جهنَّمَ”.*
حديث صحيح، أخرجَه ابن ماجه وغَيرُه.

المعنى: إنّ العلمَ الشّرعيّ عبادةٌ أوجبها الله علينا لنرفعَ الجهلَ عن أنفسنا وعن مجتمعِنا، ولنصحّحَ به عباداتِنا ومعاملاتِنا.

وطالما أنّ العلمَ عبادةٌ فهو مفتقِرٌ إلى إخلاصِ النّيةِ عند طلبِهِ وحملِهِ وعندَ تبليغِهِ للنّاس. وهذه النّيّةَ قد تُفسدُها مقاصدُ خسيسةٌ حذّرنا منها النبيُّ صلى الله عليه وسلم.

فأوّلُها: أن يكونَ القصدُ من العلمِ المباهاة والتّفاخرَ به أمامَ العلماءِ والتّطاولَ عليهم، والأصل أن يحملَ العلمُ الشرعي صاحبَه على التّواضعِ وتوقيرِ العلماءِ، وهضمِ حظّ النّفسِ بحضورِهم.

وثانيها: أن يكونَ القصدُ من العلمِ أن يمارِيَ السّفهاءِ والجهّالِ أي أن يجادِلَهم لينتصرَ عليهم ويخصِمَهم بعلمِه، وشأن المخلِص الصادِق أن يُسخّرَ علمَهُ في نصحِهم وإرشادهم، ملتزما أدب طالب العِلم في النُّصحِ والإرشاد.

وثالثُها: أن يكونَ القصدُ من العِلمِ أن يلفتَ انتباهَ النّاسِ إلَيهِ، وأن يستحوِذَ على مدحِهم له وإعجابِهم بسَعَةِ علمِه، وشأن الصادِق أن يجتهدَ في تعليمِهم ورفعِ مستواهم لينعُمَ المجتمعُ كلُّه بالعلم.

طريقةٌ مقترحة للتّطبيق:

أخي وأختي: إنّ صرفَ النّيّةِ في عبادةِ العِلم عن وجهتِها الصحيحةِ خطرٌ عظيمٌ وبلاءٌ عميم، فما نكاد اليوم نلتقي بطالبِ علمٍ، إلّا ويسارعُ للتّعريف بنفسِهِ مبتدئاً بما يحملُهُ من شهادةٍ أو إجازةٍ فيقول مثلا: أخوكم الشّيخ فلان إجازة في الشّريعة أو ماجستير أو دكتوراه في كذا أو كذا.

أو يقول مثلا: مجاز في القراءات أو غير ذلك… بل كثيرًا ما نرى من يغضبُ إن ناداهُ أحدٌ بدون لقبِ الشّيخِ أو الأستاذ أو الدّكتور فلان، أو ينزعجُ إن التقاهُ أحدٌ من أهلِ بلدِهِ فلم يعرِفه لشهرتِه!!

وهذا كلّه علامةُ خللٍ في النّيّةِ وفسادٍ في الطويَّة… فلنتنبّهْ بارك الله فيكم، فلقد كانَ كبارُ أئمّةِ الإسلامِ ما يكادُ يعرِفُهم أكثرُ النّاسِ في زمانِهم.

 

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *