لن يدخل أحد الجنة بعمله

لن يدخل أحد الجنة بعمله

لن يدخل أحد الجنة بعمله

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قاربوا وسددوا، واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعلمه، قالوا: يا رسول الله ولا أنت؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدي الله برحمة منه وفضل» رواه مسلم

 

– – – – – – – –

بقلم: الشيخ أبو معاذ زيتون

عَن أبي هُريرةَ رضيَ اللهُ عنه قال: قَالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «قَارِبُوا وَسَدِّدُوا، واعلَمُوا أنَّهُ لَن يَنجُوَ أحَدٌ مِنكُم بِعَمَلِهِ» قالُوا: يا رسولَ اللهِ ولا أنتَ؟ قالَ: «ولا أنا، إلَّا أن يَتَغَمَّدَنيَ اللهُ بِرَحمَةٍ مِنهُ وفَضلٍ». رواه مُسلِم.

المعنى: إنَّ حقَّ اللهِ علينا أعظمُ من أن نستطيعَ الوفاءَ به ولو عبدناه آلافَ السِّنين.
وإنّ نعمَ الله علينا أعظمُ من أن نكافئَها بعبادتِنا ولو بقينا العمرَ له ساجدين.

وإنّ ثمنَ النّجاةِ من النّارِ والفوزِ بالجنّةِ أعظمُ من طاعاتِنا وأكبرُ من قرُباتِنا، بل أعمالُنا الصّالحةُ وما نفعلُهُ من الخيراتِ التي قد نُعجبُ بها ونفخرُ، إنّما هي مجرّدُ أسبابٍ فقط، نتقدّمُ بها نحوَ مولانا لِيرحمَنا فيُزحزحَنا عن النّارِ ويُدخلَنا الجنّةَ.

ولهذا دعانا صلّى الله عليه وسلّم في هذا الحديثِ إلى الاستقامةِ ما استطَعنا، وإلى أن نجتهدَ في فعلِ العباداتِ واجتنابِ السّيّئات، لكي نُحسِّنَ الأسبابَ التي نتقدّمُ بها إلى ربّنا رجاءَ أن يتقبّلَ منّا، ويرحمَنا، ويرضى عنّا.

وإذا كانَ سيّدُ العابدينَ وإمامُ الطّائعين صلّى الله عليه وسلّم لن ينجوَ يومَ القيامةِ بعملِهِ بل برحمةِ اللهِ وفضلِهِ، فنحنُ من بابِ الأَولى، ولهذا فينبغي أن نحرصَ على أسبابِ النّجاةِ ونعملَ على تحصيلِها، وأن ننقيَها من العيوبِ بالتّوبة، ونتخلّصَ من الذّنوبِ بالاستغفارِ والأوبة.

طريقةٌ مقترحةٌ للتّطبيق:

أخي وأختي: أعمارُنا قصيرةٌ، ومشاغلُنا كثيرةٌ، والفتنُ التي تعترضُنا كبيرةٌ.
لَسنا ملائكةً حتّى لا نُخطئَ، ولسنا شياطينَ حتّى لا نتوب.
ولَسنا نجاري في عبادتِنا الصّالحينَ السّابقين، وَلَنا طمعٌ عظيمٌ في رحمةِ اللهِ العظيم.

لكِن لا ينبغي لنا أن نقبلَ على الله مُفلِسينَ بلا رَصيد… فلنتعاهدْ أنفسَنا بالتّوبة والاستغفار، ولنأخذها بشيءٍ من النّوافلِ والأذكار، ولنحذَر أن نغترَّ بطولِ الأمل، ونمنّي أنفسَنا ببعدِ الأجل، فالموتُ يأتي بغتةً، والقبرُ صندوقُ العمل.

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *