مرضى السرطان
حتى يكون الحل مستداما
في الشمال السوري المحرر

بلغنا اليوم خبر اعادة السماح لمرضى السرطان بدخول الأراضي التركية لتلقي العلاج، وأن دخولهم من معبر باب الهوى سيبدأ اعتبارا من صباح الغد إن شاء الله وبعد الشكر لكل النشطاء والجهات والفعاليات التي شاركت في نقل قضية هؤلاء المساكين المبتلين…

⚠️ أود أن أثير موضوعين آخرين يتعلقان بنفس القضية… ولا يقلان عنها أهمية، من الضروري أن نستثمر الحراك والتعاطف الحاصل في السعي للتعاطي الصحيح معهما…

🎯 الأول: المشفى التخصصي المتكامل لأمراض السرطان.

وهنا نشير إلى ضرورة استمرار الحراك وتطويره وتنظيمه حتى نصل إلى مرحلة إنشاء مركز متكامل لمعالجة السرطان يستطيع أن يغطي كامل احتياج المناطق المحررة، وقد تتشارك عليه عدة منظمات وجهات بحيث تتم تغطية تكاليف دراسته وإنشاءه وتشغيله، (المبنى والمعدات والتجهيزات)، و(رواتب الكوادر، والمواد والمستهلكات وغيرها)…

وفي هذا تخفيف لكثير من العناء الذي يعانيه المرضى عند سفرهم بعيدا عن بيتهم وأهلهم إلى بلد غريب لا يعرفون حتى لغة أهله…

ويكفي أن نعلم بأن هناك من المنظمات السورية وغير السورية من عمل على ذلك شرق الفرات وقد نجحوا بإنشاء وتشغيل مركز متكامل فيه كل أنواع العلاجات بما فيه العلاج الإشعاعي بأنواعه…

ولعل أكبر العقبات تتعلق بقلة الكوادر المختصة من الأطباء وندرتهم في مناطقنا، وهذا يمكن حله من خلال تكرار تجربة نفذها الأطباء المحاصرون سابقا في الغوطة، يوم كان هناك أطباء من كل الاختصاصات يناوبون معهم لحالات العناية المشددة وفق برنامج محدد عبر الانترنت عن بعد “tele lCU”، يتابعون حالة المريض، ويوجهون الطبيب الموجود بجانبه لينفذ توجيهاتهم وتعليماتهم…

وهنا يمكن للجهات المختصة ان تجتمع مع المنظمات الفاعلة في هذا المجال، وتضع خطة العمل والترويج واستقطاب وجمع التبرعات حول العالم.

🎯 الثاني: دور الاستشفاء وبرامج الكاش.

أما الموضوع الثاني فيتعلق بالوضع الحالي وأهمية مساعدة المريض بعد دخوله الأراضي التركية، فمعظم هؤلاء المرضى يعانون مشكلةً كبيرة جدا بالمصروف داخل تركيا (سكن، تنقلات، طعام، بعض الأدوية، أجرة المرافق إذا ليس معه مرافق…) ، ولذلك فكثير منهم يعيشون هناك هناك فترة علاجهم بشكل مُزرٍ جدا يضر بصحةِ الصحيح المعافى، فكيف بصحة المريض المنهَك؟!

أحد أصدقائي لأن أمه طاعنة في السن سمحوا له بالدخول مرافقا لها عندما ذهبت لتلقي العلاج، أخبرني قائلا: “لولا أن لي أختًا آوتنا فترة العلاج الطويلة، ولولا أن معي مصلحةً مميزة فاشتغتلت فورا عن طريق أحد معارفي، ولولا أنه كان عندي مبلغ ادخرته يوما لنوائب الزمان… لربما كان الموت أهون… وكل ما سبق ورجعت على الحديدة”!!

تذكرون أول ثورتنا “مراكز الاستشفاء” التي أقيمت للجرحى والمصابين المحولين للعلاج في تركيا… كانت تؤمن للمريض ومرافقه المبيت والطعام والدفء والكساء… وغير ذلك مما يحتاجه المريض هناك.

قد يكون  احتياجنا شيئا مشابها تقيمه المنظمات الطبية المرخصة في المدن الرئيسة التي يكثر تحويل المرضى إليها… (ربما هناك من يعمل على هذا ولكن بما لا يغطي كامل الاحتياج).

وإن كانت الظروف لا تسمح بمثل هكذا مشاريع اليوم (وبالذات مع تنامي حملات العنصرية والكراهية) فمن الممكن العمل على تأمين مشروع كاش لمبالغ مالية مساعدة لكل مريض تتناسب وحالته واحتياجاته ومدة علاجه… وقد يكون في هذا توفير بعض الهدر في النفقات الإدارية والتشغيلية.

نسأل الله أن يتم العمل على مشروع يسد هذا الاحتياج، وأن يعلن عنه بشكل مناسب لكي يخبر به من يحتاجه…

اللهم أعط منفقا خلفا، وبارك جهد كل من سعى في مساعدة عبادك الضعفاء.