زيارة القبور

زيارة القبور

زيارة القبور

عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها، فإنها ترق القلب، وتدمع العين، وتذكر الآخرة، ولا تقولوا هجرا» رواه أحمد وأبو يعلى والحاكم، والحديث صحيح بطرقه وشواهده

هجرا: فحشا من الكلام، كانياحة وما شابه

 

– – – – – –

#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون

عن أنسٍ رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم قال:

“كنتُ نهيتُكم عن زيارَةِ القبورِ ألا فزورُوها، فإِنَّها تُرِقُّ القلْبَ، وتُدْمِعُ العينَ، وتُذَكِّرُ الآخرةَ، ولا تقولوا هُجْرًا” رواه أحمد وأبو يعلى والحاكم واللفظ له.

*هُجْرًا: فُحشًا من الكلام، كالنّياحة وما شابه مما يكون في مثل تلك المواقف.

المعنى: يعلّمنا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّمَ في هذا الحديثِ كيف نوازنُ بينَ المصالحِ والمفاسد، فلمّا كانَ الصحابةُ رضي الله عنهم حديثي عهد بالإسلام، وكان أكثر الشركِ المنتشر فيهم قبل ذلك إنّما جاءَ من جهةِ تعلّقِهم بالقبور، نهاهم النبي صلّى الله عليه وسلّم عن زيارةِ القبور -رغم المصلحة التي يعلمُها في ذلك- ليفطِمَهم ويبعدَهم عمّا ألفوه من قبل.

ثمّ لمّا استقرّ الإيمانُ في قلوبهم وزالَت المفسدة عادَ فندبَهم إلى زيارة القبور مع التّدليلِ على أعظم المقاصد المرجوّةِ من ذلك، والتي هي:

١- ترقيقُ القلب لما يتذكّرهُ أحدُنا من ضيقِ الدنيا وانقطاعها، وافتقارِ العبادِ إلى رحمة الله تعالى.
٢- تدميعُ العيون من جرّاء استذكار ضعف الإنسان وعجزه وزوالِ حيلتِه بالموت.
٣- تذكّر الآخرة وذلك حين يرى العبد مصائرَ من سبقَهُ فيتجدّدُ يقينُهُ بأنّه إلى الله راجع.

ثم نهى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في آخر الحديث عن قولِ القبيحِ الفاحشِ من الكلام كالنياحة وما شابه، مما قد يكون فيه اعتراضٌ على قدر الله لأنّ هذا ليس من شأن المؤمنين بقضاء الله وقدره.

طريقة مقترحة للتطبيق:

للأسف أيها الإخوة فإننا أفرغنا هذه الوصيّةَ من مضمونِها النّافعِ، فنحنُ حين نزورُ القبور أو نشهدُ الجنائزَ نرى النّاس يتضاحكون وينشغلون بأحاديثِ الدّنيا وقد زيّنت القبور بالزهور أو بالرخام المنحوت حتى صارت كالمنتزهات، فلم تعد فيها عبرةٌ.

وهذا الذي ينبغي أن نتخلّى عنه، وأن نقصدَ القبورَ الدارِسةَ بحضورِ قلبٍ وتفكّرٍ لنحظى بما أراد لنا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن نحظى به من الفوائد.

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *