نصيحة لمن يريد أن يطور من ذاته

نصيحة لمن يريد أن يطور من ذاته

نصيحة لمن يريد أن يطور من ذاته

من الجيد أن يكون لديك خطط طويلة المدى مدتها سنة أو أكثر، لكن عندما تريد أن تنخرط في التطبيق فالأفضل أن لا تتجاوز خطتك شهراً واحداً فقط، ذلك أن التسويف يتناسب طرداً مع طول مدة الخطة، فكلما كان الموعد النهائي للإنجاز أبعد كلما كان التسويف أكبر.
النصيحة التي أريد أن أقدمها لك عندما تضع هذه الخطة التي مدتها شهر أو أقل هي أن تركز على أمر واحد فقط!
وأن تنغمس تماماً في هذا الأمر، ولا تتشتت عنه قدر الإمكان.
وسأضرب على ذلك مثالاً:
لو أنك وضعت في خطتك أن تقرأ كذا كتاب، وتستمع كذا محاضرة أو دورة، وتشاهد كذا وثائقياً، وتكتب كذا مقالاً.
فاعمل على أن تكون كل هذه الأمور في موضوع واحد فقط، فلا تقرأ في نفس الشهر كتباً في التفكير، وتحضر دورات في البزنس، وتشاهد وثائقيات في التاريخ، وتكتب مقالات في السياسة.
بل انغمس في أمر واحدٍ فقط، واجعل كل الأمور التي تقوم بها متركزة على هذا الأمر، وهذا له فوائد عديدة منها:
-انغماسك في أمر واحد لفترة طويلة بشكل مكثف يجعلك أكثر تمكناً منه وفهماً له مما لو تشتتّ في أمور عديدة، لو كنت تقرأ كتاباً في الإقناع وحضرت دورة فيه في نفس الوقت، فاعلم أن استفادتك من الدورة ومن الكتاب ستكون مضاعفة، هنا 1+1 لن تساوي اثنين بل أكثر.
وستتضاعف الفائدة لو أنك شاهدت وثائقيات في نفس الموضوع، وكتبت مقالات أو منشورات فيه، وتكلمت للآخرين ما تتعلمه.
-انغماسك في أمر واحد لفترة طويلة سيجعلك تتعامل مع كل ما يجري في يومك وأنت تفكر في هذا الأمر، وهذا يجعلك ترى الأمور بعين جديدة، ويولد فيك دافعاً أكبر لتطبق ما تتعلمه في واقعك.
عندما تشاهد التلفاز، وأنت تستمع إلى الحوارات اليومية، وأنت تحضر الاجتماعات، وأنت تفكر في حياتك، ستكون لذلك نظارة جديدة ترى كل ذلك من خلالها.
ألا ترى أن هنالك من يقرأ قليلاً ويستفيد الكثير، وهنالك من يقرأ كثيراً ويخرج دون عائد مقبول!؟
الانغماس في موضوع واحد هو أحد الأسرار التي تميز القراء المستفيدين.
-كثيراً ما تقرأ في كتاب ما فتصل مثلاُ إلى الصفحة 80 ثم تترك الكتاب لانشغالك عن القراءة، ثم تعود له بعد أشهر، وعندما تعاود القراءة تشعر كما لو أنك لم تقرأه من قبل!
كل الصفحات التي قرأتها سابقاً تعود إليها الآن من جديد وكأنك تقرؤها لأول مرة!
والسبب في ذلك أنك حين قرأتها لم تبنِ عليها أي شيء، أنت تكتسب المعرفة عندما تبني عليها معارف أخرى، وتفقدها حين تتركها جزيرة معزولة.
– المتعة التي تحصل عليها في هذه الطريقة كبيرة جداً، ستشعر بعد فترة من أنك بدأت تتمكن من الموضوع وتحيط به، بل ربما تصل إلى درجة الإبداع فيه والإضافة إليه.
عندما أرجع إلى أكثر فترات حياتي التي استفدت فيها مما قرأته وتعلمته فإن السبب الأكبر في ذلك يعود إلى الانغماس، شهر أو شهور أنغمس فيها بشكل كامل في موضوع واحد، فتصبح كل قراءاتي ومشاهداتي ومحاضراتي ونقاشاتي فيه.
غالباً لن يكفيك شهر واحد حتى تنتهي من هذا الأمر، لكن الأفضل أن تكون خططك شهرية، ثم ما إن تفرغ منه يمكنك أن تنتقل إلى غيره.
الخلاصة هي:
عندما تريد أن تطور من ثقافتك وشخصيتك، فقم بذلك على التوالي وليس على التوازي.

0

تقييم المستخدمون: 4.7 ( 1 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *