جنائز المسلمين وغياب القائمين على شعائر الدين!

جنائز المسلمين وغياب القائمين على شعائر الدين!

جنائز المسلمين وغياب القائمين على شعائر الدين!

(مشكلة وحلول مقترحة)

– لا يختلف عالمان على أنّ تغسيل وتكفين الميت والصلاة عليه ودفنه لدى المسلمين مِن شعائر الدين.

– وباب الجنائز، باب في كتب الفقه الإسلامي يدرسه من درسوا الفقه واطلعوا عليه، لأن ما ذكرناه (الغسل، التكفين، الدفن) مضبوط بضوابط شرعية يجب مراعاتها.

– وفي كل الأديان يكون رجال الدين موجودين منذ بداية عملية تجهييز الميِّت حتى انتهاء عملية الدفن.

– إلا في بلادنا وبيننا نحن المسلمين، نرى أن هذه المهمة توكَل لموظفين في البلدية ليس لهم بالضرورة علم شرعي، وإن كان أحدهم أحيانا يضع طاقية ويكون له لحية فيتوهمه الناس شيخًا وتراهم يسألونه ويعتمدون رأيه!!

– وكم وكم من الأخطاء الشرعية تحصل عند غسل الأموات، وعند تكفينهم، وعند وداعهم، وكذلك الأمر عند الدفن والدعاء بل حتى في مجالس العزاء أو عند تلاوة القرآن!!

– كثيرٌ من الأسئلة الدينية لا تتبادر إلى أذهان العوام إلّا في مثل تلك المواقف، ويحتاجون لمن يجيبهم عن علم، فلا يجدون، إلّا الأدعياء، وفتاوى وأفكار ما أنزل الله بها من سلطان!!

-صحيح أن المشكلة لاتظهر كثيرًا في القرى الصغيرة، لأن معظم المشايخ هناك يبادرون مشكورين إلى القيام بهذا الدور تطوعًا لِما يكون من علاقةٍ وثيقةٍ بينهم وبين الناس في المجتمعات الصغيرة، ولكن في المدن السورية (في العقود الأخيرة) بل وحتى في القرى التي كبرت واتسعت مؤخرًا، واكتظت بكم كبير من النازحين (ربما لم يلبثوا ما يكفي لبناء صلات اجتماعية)، فالأمر مختلف كليا والسلسلة مقطوعة…

– تخيلوا معي أنه مؤخرا بسبب عمليات التهريب توجد جثث مقتولة على الحدود، ورسميًا ليس ضمن المنظومة التي تتعامل مع الجثة طالب علم شرعي، وتخيلوا كيف في ديارنا يدفن أموات مسلمون أحيانا لا تتم الصلاة عليهم، ولا مراعاة السُّنة في دفنهم!!

#الحل

الأصل أن يتولى مهمة الإشراف على تغسيل وتكفين ودفن الميت والإجابة على استفسارات الناس وتصبيرهم ومواساتهم خريج علم شرعي،
إذا لم يباشر العمل في تغسيل الميت وتكفينه بنفسه فعلى الأقل يكون مشرفًا على كل ذلك، ويكون معه موظفون يأتمرون بأمره ويعملون بإشرافه…

#لو_كنت_الأمير لأعدت تفعيل مكتب دفن الموتى في المدن والقرى الكبرى كما كان في بلديات المدن السورية قبل ٢٠١١، ولوظفت خريجي شريعة في مكتب دفن الموتى، بحيث يكون كل فريق دفن تحت إدارة وتوجيه شيخ خريج شريعة حصرا.

#لو_كنت_الأمير لرتبت ذلك حتى على مستوى النساء، ولكنت وظفت خريجة شريعة مع كل فريق دفن موتى مخصص للنساء.

#لو_كنت_الأمير لاشترطت لمن سأوظفهم بوظيفة تغسيل وتكفين الأموات أن يكونوا خريجي معاهد شرعية على الأقل، تعظيمًا لشعائر الدين ولحُرمات المسلمين الذين ستلمسهم يد المُغسِّل وستنظر عيناه الى بعض ما ستروه في حياتهم.

#لو_كنت_الأمير لوظفت المشايخ في هذا براتب لايقل عن راتب الإمام والخطيب، بل يزيد لصعوبة العمل وما يتعلق بطبيعته.

#لو_كنت_الأمير لجعلت مَغسَلة أموات مجهزة بشكل مناسب في كل مشفى عمومي كبير، لأن بيوت الناس قد ضاقت ونصفهم يسكن الخيام، ولجعلت الموظف المسؤول عنها من خريجي معاهد العلم الشرعي.

#لو_كنت_الأمير لوجهت الدفاع المدني لأن يكون معهم عالم دين في كل مدينة يكون مسؤولا عن التوجيه والمتابعة للتعامل مع مختلف حالات الموت التي يصادفونها… (وأظن أن الدفاع المدني السوري مشكورا غدا يطبق هذا وبالذات فيما يتعلق بأزمة كورونا فلهم الشكر والتحية).

#لو_كنت_الأمير لوجهت الأوقاف والمكتب الدعوي في كل منطقة للتنسيق مع مكتب دفن الموتى بحيث يكون هناك شيخ يزور مجلس العزاء كل يوم من أيام التعزية، فهي فرصة لوعظ الناس، وكثير من الناس لاعلاقة لهم بالمشايخ والدعاة وقد لايزور شيخ ولاداعية مجلس عزائهم…

في الحقيقة الفوضى والجهل وغياب احترام شعائر الدين عن الكثير من المؤسسات الرسمية مأساة تلازم السوري المسكين حتى دفنه وليس فقط حتى موته…

أحببت أن أسلط الضوء على الموضوع، وأتمنى أن يلقى آذان صاغية عند سلطات الأمر الواقع في مختلف المناطق المحررة… هذا جهدنا وعلى الله قصد السبيل.

بانتظار آرائكم في التعليقات.

#لو_كنت_الأمير ٣٠

 

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *