حتى الحكومات فقدت القدرة على مخاطبة شعوبها!

حتى الحكومات فقدت القدرة على مخاطبة شعوبها!

حتى الحكومات فقدت القدرة على مخاطبة شعوبها!

سابقا كان لكل دولة إذاعة خاصة وتلفزيون حكومي وكانت أحيانا الدول تستطيع منع استخدام مستقبلات القنوات الفضائية (الدش)…

اليوم النسبة العظمى من سكان العالم يعتمدون على اليو/-/تيوب مثلا بدل القنوات الفضائية، وكذلك الكثيرون لشغل وقت فراغهم استغنوا عن مشاهدة قنوات التلفاز بمتابعة الفي/-سبوك والانستغرام ومؤخرا تيك توك وغيرها من البرامج…

إدارات الشركات والدول التي تتبع لها هذه البرامج غدت تقوم بعملية برمجة لعقول العالم أجمع، فما تَسمَحُ به يُنشر، وما لا يناسب هوى القائمين عليها يُحظَر، ومن تؤيده يروّج له ويظهر للناس كمقترح دائما، ومن لا تريده يُحجَب ويُكتَم!!

محاولة فرض ثقافة ولون موحد على العالم، شعارها الإلحاد دينيا، والانحلال أخلاقيا، والمثلية جنسيًا، وإرهاب الناس فعليا، واسقاط المخالفين سياسيا، كل ذلك لمزيد من سيطرة وهيمنة القطب الواحد، ونشر الرذيلة التي يؤمن بها ساداته…

برأيي هذا أكبر تحدي على الإطلاق يواجهنا في السنوات القادمة، لأننا فعليا فقدنا القدرة على الدعوة والحشد لأي فكرة لا تناسب هوى أولئك!!

تخيل مثلا أن مارك روزربرغ مدير فيسبوك يتحكم برأيه الشخصي فيما سيشاهده مليار إنسان!! ليس هذا فحسب بل يتخذ قرارات من تلقاء نفسه لحجب رسائل تتحدث عن موضوع معين، وترويج وتشجيع أخرى!!

أصوات في أمريكا نفسها غدت تحذر من ذلك، والحكومات الأمريكية تخشى من التدخل الذي قد يضعف فيسبوك، على حساب منتجات صاعدة لشركات صينية، ففي النهاية أمريكا مستفيدة كدولة وكمنافس عالمي…

هذا الخطر الجسيم وهذا التحدي يحتاج تدخلا عنيفا من الدول قبل أن تفقد السيطرة بالمطلق وإن فقدَت أكثرها فعليًا…

هذا وقد حاولت بعض الدول إيجاد بدائل ولكنها جوبهت بصعوبات كبيرة جدًا…

ولعل الحل يكون إمّا باتفاقيات دولية تضبط هذه البرامج المنتشرة حاليا، بما يجعلها ساحة عادلة مفتوحة تعطي الحرية للجميع بالتساوي، كضبط البث الفضائي، وإمّا بدائل تقدم ذات الخدمات تُفعّل باتفاقيات بين عدة دول وتُفرض كبدائل الزامية على مجتمعاتها…

الأمر أخطر بكثير مما يتصور…
وأكرر لعله أعظم تحدٍ يواجهنا…

#رأس_مالنا

وإلى حين إيجاد حلٍ عالمي تبقى طريقة الدعوة التقليدية المباشرة البشرية، من خلال أفراد ومجموعات متواصلة متشعبة منتشرة متحركة، خيار لايمكن الاستغناء عنه كبديل تصعب سيطرة أولئك الأشرار عليه (وإن قلّ مردوده كمًّا لا نوعًا)…

وأهم أولئك الأفراد المؤثرين، خطباء الجمعة والمعلّمين والأئمة والدعاة الجوالين الذين يجب عليهم جميعًا تطوير أساليبهم واستثمار الفرصة الذهبية لبقائهم مؤثرين…

وبالتأكيد، هذا الاستثمار للطرق التقليدية يجب أن يكون بالتوازي مع استثمار أقصى المتاح على وسائل التواصل الاجتماعي بوضعها الحالي وتخصيص ما يكفي من الإمكانات والخبرات التخصصية لذلك… وإلّا فإنّ مسافة السبق بيننا وبين أعدائنا ستكون كبيرةً جدًا جدًا…

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *