ما الذي يحدث في القدس؟

مقالات - ما الذي يحصل في القدس؟

بقلم الصحفي الفلسطيني محمد صفية

بكل تأكيد فإن ما يجري في القدس سواء في المسجد الأقصى المبارك، أو حي الشيخ جراح يشكل التهديد الأخطر والأكبر خلال السنوات الماضية..

والمقدسيون يعون تمام مدى هذه الخطورة، فمن جهة فإن نجاح الاقتحام الكبير في ال٢٨ من رمضان، يعني فرض واقع جديد في المسجد الأقصى المبارك، في سيناريو مشابه لما حدث في جامع إبراهيم الخليل من تقسيم زماني ومكاني…

إلا أن الحالة هنا أشد حساسية نظرا لمكانة المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين، وإلى مكانة القدس الدينية والوطنية ووعي المقدسيين لخطورة خسارتها لصالح الاحتلال على مستقبل القضية الفلسطينية.

من جهة ثانية فإن خطورة ما يجري في حي الشيخ جراح تكمن في أهمية الحي وموقعه المركزي في البلدة القديمة؛

نحن نتحدث عن مخطط لإخلاء ٢٨ بيتا وتشريد أكثر من ٥٠٠ مقدسي وإلقاؤهم في المجهول،

وأيضا نحن نتحدث عن خسارة حي يشكل صلة الوصل بين كافة أحياء البلدة القديمة وصولا إلى أسوار القدس،

والجميع يعلم بأنّ “بيوت المقدسيين في البلدة القديمة تعتبر الطوق الحامي للمسجد الأقصى المبارك من مشاريع الصهاينة التوسعية لهيكلهم المزعوم”.

أضف لذلك فإن خسارة حي الشيخ جراح، تعني عمليا سيطرة الاحتلال على البلدة القديمة، وإذا ما نجح -لا قدَّر الله- في السيطرة على حي الشيخ جراح فإن ذلك سيفتح شهية الاحتلال للانتقال إلى الأحياء المجاورة وربّما تكون محطته القادمة في حي سلوان…

لكن أقول أنّ ما شهدناه عن أهل القدس خلال التجارب السابقة في الهبات المقدسية في باب الرحمة والأسباط وباب العامود، يؤكد أن المقدسيين قادرون على مواجهة الاحتلال، لكن نجاح المقدسيين هذه المرة مرهون بمدى ما الإسناد الذي سيتلقونه من كل أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والداخل الفلسطيني والشتات…

يجب تفعيل كافة ميادين الاشتباك مع الاحتلال شعبيا وعسكريا وسياسيا وإعلاميا في وقت واحد

وفي الختام أقول أن الاحتلال قد وصل لأعلى التل أو يكاد والفترات القادمة سيبدأ بالانحدار والعودة الى القاع الذي جاء منه إن شاء الله.

0

تقييم المستخدمون: 3.9 ( 4 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *