عيد الأم في حضرة ذكرى الثورة السورية
عيد الأم في حضرة
ذكرى الثورة السورية
ونحن نعيش ذكرى انطلاقة الثورة السورية يأتينا عيد الأم في سوريا ليكون عند المنصفين الأوفياء مقامًا وظرفَ زمانٍ يحيون فيه مناسبةً بطلاتُها:
حرائر كريمات شاركن الرجال الثورة على الظالم الكافر (زمن السلمية وزمن العسكرة)، وقدَّمن التضحيات في مختلف مراحل الثورة، وهنّ إلى اليوم صابرات مع أزواجهنّ وأولادهنّ على الطريق الذي اختاروه جميعًا لأنفسهم…
أرامل لا معيل لهنّ يُقطِّعن من أجسادهنّ سعيًا وكدًّا وعملًا ليُطعِمن أولادهنّ بشرفٍ وكرامة…
مكلوماتٌ من الأمهات والزوجات يَترقبن عَودة مُختَفٍ في سجون الإجرام الأسدي، يحلمن برؤية وجه ذلك العزيز المُغيَّب ولمس شعره قبل موتهنّ…
معتقَلاتٌ صابراتٌ نسيَهُنّ كثير من الناس، يَتجرَّعنَ ألم التعذيبِ والتشويه والإغتصاب والإجرامِ بهِنَّ كل يومٍ وكلَّ ساعة…
طوابير من الأمهات والزوجات المكلومات أمام المسالخ البشرية التي يسميها النظام السوري “فروعًا أمنية” دفعن كلّ ما يملكنَ رشوة ليقفن وهنّ يتطلعن بشوق لموافقة تسمح لهنّ بزيارة ولدٍ أو زوجٍ سجين…
شَهيداتٌ أو مصاباتٌ أو هارباتٌ بأطفالهن من قصف النظام المجرم وحلفائه الروس والإيرانيين الذين لا يميزون بين مناطق مدنية وأخرى عسكرية….
مُغتصباتٍ تُغعلُ بهنّ الأفاعيل ويُحقَنّ بأنواعٍ غريبةٍ من العقاقير، ولدت بعضهنّ في السجون، والمحظوظات منهنّ يخضعنَ لإجهاضٍ قسري كل شهرٍ أو شهرين…
سجيناتٌ مُحرَّرات اعتقلن بسبب مشاركتهنّ بالثورة واليوم هنّ منبوذات من مجتمعٍ متخلفٍ جاهل يُحمِّلُ الضحية جريرة ما حلّ بها مِن بلاء!!!
مُهجَّراتٌ يَسكنّ الخيام ويعانين شظف العيش وقد كُنَ ذوات بيوتٍ ودورٍ ومزارع وأملاك… تركنها مع أسرهنَّ لأجل الانعتاق من العبودية للطاغوتِ وخوفًا مِن فظيعِ إجرامه.
عجائز فارَقهنّ من كانوا يتوقعون أن يجدوههم لهم في كبرهم عونًا وسندًا ومعيلا… فغدوا بين شهيد وأسير أو مشردٍ لاجئ مسافرٍ في أصقاع الأرض…
إنهنّ الأمهات السوريات اللواتي وقع أجرهنّ على الله فهو وحده من يستطيع مكافأتهن…
آهٍ كم حِملُنا ثقيل وكم مسؤوليتنا كبيرة أمامهُن… كم نكذب على أنفسنا وكم يكذب علينا المتصدِّرون؟!
لو صدقنا أيها السادة فعيد الأم عند المجاهدين الصادقين هديته جهاد لاينقطع حتى يُفَك العاني وتُحرَّرَ الأسيرة ويعود المُهجَّر ويُأخذُ بثأرِ الشهيد… وبغير ذلك فكُلُّنا عاقُّون وكلٌ منّا عقوقه بحسب مسؤوليته وقدرته التي سيقفُ ليُسألَ عنها أمام الخلقِ والخالِق.
اللهم اغفر لنا تقصيرنا وولّ البارِّين أمورنا ولا تُحمِّلنا ما لاطاقة لنا به، أنت مولانا فانصرنا على القومِ الكافرين.