تعزية بوفاة الدكتور وهبة الزحيلي – 9 آب 2015

وهبة الزحيلي

سيذكرني قومي إذا جنَّ ليلهم وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر

نُعزِّي اﻷمَّة اﻹسلامية بوفاة فحل من فحول العلم في هذا الزمان
((الدكتور وهبة الزحيلي))

الذي أفنى عمره في البحث والتأليف والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

فقد كان -رحمه الله- بحق عالمًا ربانيًّا معتدل الفكر وسطي المنهج راسخ العقيدة ثابت الموقف لايداهن الباطل ولا يخاف في الله لومة لائم، كتب الله لكتبه القبول لدى مختلف المشارب والمذاهب الإسلامية حتى غدت كتبه مرجعًا ومنهاجًا للكثير من الجامعات والمجامع العلميَّة الفقهيَّة وأفاد منها طلبة العلم والعلماء في شتَّى أصقاع الأرض.

رحم الله شيخنا رحمة واسعة، وجزاه عنَّا وعن المسلمين خير ما يجزي عالما عن علمه وعمله وعوَّض الله هذه الأمَّة خيرًا
وإنا لله وإنا إليه راجعون

〰〰〰〰〰〰

بقلم: محمد خير موسى
في مثل هذا اليوم التاسع من آب “أغسطس” من عام 2015م توفي شيخنا ‏وأستاذنا العلّامة وهبة الزّحيلي.‏
لم يحظَ العلّامة الزّحيلي بالحفاوة والشّهرة التي حظي بها غيره ممّن هم مثلُه أو دونه ‏علمًا وعمقًا، ولذلك أسبابٌ كثيرةٌ اجتماعيّة وسياسيّة.‏
المهمّ أنّ العلّامة الزّحيلي كانَ شخصًا فذًّا، موسوعيًّا في العلم والتأليف، عنده ‏من الجَلَد على الكتابة ما يضنّ به الزمان على جلّ علماء عصره، جامعًا للعلوم ‏الشرعيّة المختلفة، ناقلًا إيّاها من تصانيف التراث إلى موسوعات العصر، ومن ‏تعقيد العبارة إلى سهولة الوصول إلى المعلومة المبتغاة، وذلك ـ لعمري ـ تنقطع ‏دونه أعناق الفحول في كلّ فنّ.‏
وفوق هذا كلّه كانَ رجلًا في الملمّات، جبلًا أشمّ في المواقف، فما هادن ظالمًا، ‏ولا داهن لطاغية، ولا نافق لمجرم، ولا زكّى مستبدًا، ولا باع دينَه لأجل كرسيّ ‏حاكم.‏
ظلمَه طلّابُه إذ لم نرَ منهم مؤلّفًا عنه ـ على أقلّ تقدير ـ بعد ثلاث سنين على وفاته، وما أحوج ‏النّاس اليوم إلى تعرُّف سيرته ومواقفه في زمنٍ يتلمّسُ فيه الصّادقون من يرَونَ فيه ‏اجتماع العلم والرّجولة، واتّحاد الفكرة والموقف.

0

تقييم المستخدمون: 5 ( 2 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *