حسام الدين حجورجب - الإسراء والمعراجكاتبملفات وبطاقات دعويةمناسبات الأشهر القمرية

كلمة مع إهلال شهر رجب

رجب - كلمة مع إهلال شهر رجب

🔹 يكثُرُ الكلام في مثل هذه الأيام من كل عام عن #شهر_رجب وما ورد فيه، وعلى كثرة ما اشتَهر في فضل هذا الشهر من فضل ومزيّة سابقًا= تجيء سيول النقول الجارفة عن أهل العلم والنقد من البعض في أيام الصحوة العلمية التي نعيش فصولها؛ لتُشعرَك بسَلْب كل هذه الفضائل والمزايا مرة واحدة، وهذا ما أحدث رَدّةَ فِعل عند بعض العوامّ؛ فنقضَ أكثرهم غزْلَ كل أعمال البِرّ التي كانوا يعقِدونها مع بزوغ أول هذا الشهر، وأغلق أغلبُهم كلَّ بابٍ من أبواب الطاعات التي كانوا يُحْدِثونها في هذا الشهر من كل عام من أعوامهم الخالية.

🔹 وأرى أن الأمر يَعُوزه نظرة اعتدال وميزان حكمة، فأكثر مَن يستدل على سلب #شهر_رجب كل فضيلة يتشبَّع بالنقل عن الحافظ ابن حجر في كتابه اللطيف المسمّى: “تبيين العجب فيما ورد في شهر رجب”،
ولأنّ ابن حجر إمام المنصفين وسيّد المدققين، فقد صدَّر كتابه المذكور بإشاراته الذكيّة؛ والتي ألمح فيها إلى بعضِ مزيةٍ لهذا الشهر.

🔹 فقال الحافظ: “إن أمثل ما ورد في ذلك – أي في فضل رجب – ما رواه النسائي من حديث أسامة بن زيد قال: “قلتُ: يا رسول الله، لم أرك تصوم من الشهور ما تصوم في شعبان، قال: ذاك شهر يغفُل الناس عنه بين رجب ورمضان…” الحديث.

👆 فعلّق #ابن_حجر على هذا الحديث قائلًا:
“فهذا فيه إشعار بأنّ في رجب مشابهةً برمضان، وأن الناس يشتغلون من العبادة بما يشتغلون به في رمضان، ويغفلون عن نظير ذلك في شعبان. لذلك كان يصومه – أي شعبان – وفي تخصيصه ذلك بالصوم إشعار بفضل رجب، وأن ذلك كان من المعلوم المقرر لديهم”.

🔹 ثم ذكر الحافظ ابن حجر حديثًا آخر في “سنن أبي داود” يوصي فيه رسولُ الله رجلًا بصيام بعض أيام الأشهر الحُرُم،

👆فعقّب ابن حجر قائلًا:
“ففي هذا الخبر – وإن كان في إسناده مَن لا يُعرَف – ما يدلّ على استحباب صيام بعض رجب، لأنه أحد الأشهر الحرم”.

⚠️ ما أريد قوله بعد كل ما سبق: “أن من أراد تنبيه العامة على كذب وضعف الأحاديث التي وردت في رجب، عليه أن يلمح بالمقابل ما يشعر ببعض ما امتاز به هذا الشهر عن باقي أشهر السنة، ولا تأخذْه حماستُه في تصحيحه لبعض المفاهيم الخاطئة والأغاليط المنتشرة للوقوع في مغبّة تشدّدات، يصدُّ بها عن كثير من أعمال القُرُبات وصنوف المبرَّات”.

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى