التوكل على الله

إيمان - التوكل على الله

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا» حديث صحيح رواه ابن ماجة والترمذي

تغدو: أي تخرج أو النهار.
خماصا: جائعا.
تروح: أي ترجع آخر النهار.
بطانا: ممتلئة البطن.

 

– – – – – – –

بقلم: الشيخ أبو معاذ زيتون

عن عمرَ رضيَ الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «لو أنَّكم توكلتُم على الله حقَّ توكلِه لرزقَكُم كما يَرزُق الطَّير، تغدو خِماصًا وتروحُ بِطانًا». حديث صحيح، رواه ابن ماجه والتِّرمذي.

المعنى: الرِّزقُ من الأمورِ المرتبطةِ بالغيبِ ارتباطاٍ وثيقاً، وله أسبابٌ منها ما هو مادّيٌّ: كاتّخاذِ المهنةِ وإجادةِ التّجارةِ وغَشيانِ الأسواقٍ وزراعةِ الأرضِ… ومنها ما هو شرعيّ: كالتّوكّلِ على الله والتزامِ التّقوى وكثرةِ الاستغفارِ وصلةِ الرّحمِ.

ولشديدِ غفلتِنا نحنُ البشرُ فإنّنا نُغلِّبُ التّعلّقَ بالأسبابِ الماديّةِ على التّعلّقِ بالأسبابِ الشّرعيّة، مع أن كل منهما مطلوب لا يغني عن الآخر.

وقد جاء هذا الحديثُ النّبويّ العظيمُ ليلفتَ أنظارَنا إلى السّببِ الشّرعيّ الأعظمِ في تحصيلِ الرّزقِ، ألا وهو توكّلُ القلب على اللهِ مهما ملكَ العبدُ من الأسبابِ المادّيّة.

وكأنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقولُ لنا: انظروا إلى الطّيورِ في جوّ السّماءِ، كيف هي بلا عقلٍ ولا شهادةٍ ولا مهنةٍ ولا زراعةٍ ولا صناعةٍ… ومع هذا لا تحملُ همّ رِزقها كحالِكم، وتأمّلوا كيف يكفيها اللهُ من خزائنِهِ الملآى لتوكّلِها عليه، كذلكَ أنتم لو توكّلتم على ربّكم بصدقٍ فسيكفيكم كما كفاها، حتّى لو عُدمتُم الأسبابَ المادّيّةَ، فهو القائل سبحانه: (وَمَن يَتوكّل على اللهِ فَهو حَسبُه).

طريقة مقترحة للتطبيق:

أخي وأختي: نحنُ دائماً نعيشُ همَّ الرّزقِ ونفكّرُ فيه قلِقين، وهذه طبيعةٌ بشريّةٌ لا يؤاخذُنا الله عليها لأنّها ليست بأيدينا… ولكن قلقنا هذا يحرمنا السعادة والراحة حتى أيام السَعة.. مع أنه بإمكاننا أن نُريحَ أنفسَنا كثيراً لو أنّنا علّقنا القلوبَ باللهِ، وَلو طردنا تخويفَ الشّيطانِ لنا من الفقرِ، ولو جابَهنا مكرَهُ وَوَساوسَه بحسنِ الظّنِّ بمولانا، ولو حَدّثنا أنفسَنا أنّ الذي يرزُقُ الطيرَ في الهواء والسّمكَ في الماءِ والضّواري في البيداءِ لن يتخلّى عن رزقِنا لو عبدناهُ وقد تكفّل لنا به.

ولو ذكّرنا أنفسَنا بين حينٍ وآخر أنّ اللهَ قد ساقَ لنا أرزاقَنا يومَ كنّا أجنّةً في بطونِ أمّهاتِنا، ويومَ خرجنا منها ضعافاً بلا حولٍ ولا قوّةٍ، وهو ذاتُهُ الرّزّاق الذي يرزُقنا يومَ صرنا كبارا.

0

تقييم المستخدمون: 2.7 ( 2 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *