الإيمان وبرامج صنع القادة

إيمان - الإيمان وبرامج صنع القرار

بفضل الله تعالى، أن كان من ثمرات ثورتنا المباركة انطلاق العديد من البرامج التدريبية والتعليمية والتثقيفية التي تهدف إلى صنع نخب وكوادر قيادية، ليكونوا قادرين على خدمة وتطوير بلادهم في المستقبل بشكل صحيح…

تلك المشاريع التي كنا نسمع عنها، ونحلم بها، ولا نتجرأ عليها زمن القمع والحكم الطاغوتي… أصبحت بفضل الله تعالى حقيقةً مُتاحةً رائدةً في مناطقنا المحررة…

🚩 #خلل_خطير

ولكن في الحقيقة بعد مشاركتي في عدد من تلك المشاريع مُحاضِرًا ومساعدًا في الإعداد واختيار العناوين… لاحظت أن تلك المشاريع تفتقر لأمر مهم جدًا، وهو دوام واستمرار التوجيه الإيماني، وتنظيم أنشطة تساهم في #بناء_الإيمان وتعززه.

معظم تلك البرامج كان فيها مواد تغطي جانب الثقافة الإسلامية وأسس الدين، ولكن بناء الإيمان يختلف عن الثقافة ونقل المعلومات… فهو يحتاج تكرارًا دائما، وتذكيرًا، ونشاطًا جماعيًا متنوِّعًا… وهذا ما دلتنا عليه السيرة النبوية الشريفة وسِيَر الصحابة والتابعين ومن تبِعهم…

🚩 #لماذا_الإيمان؟

أمّا لماذا الإيمان؛ وهو الذي ركز عليه النبي صلّى الله عليه وسلّم أولًا؟

١- فلأن إعطاء مفاتيح القوة ومهارات القيادة وتطوير التفكير بعيدا عن الإيمان، قد يحوّل الشخص لشخصٍ يمتلك مفاتيح القيادة ولكنه لا يتجاسر على القيادة الحقيقية التي تُنقِذ الأمة، فتلك تحتاج بذلا وتضحيةً وعطاء… ليفعل الحق وليقول الحق لا يخاف في الله لومة لائم… قال الشاعر:

لولا المَشقَّةُ سادَ الناسُ كُلُّهمُ
الجودُ يُفقِرِ والإقدامُ قَتّالُ…

والشطر الأول حقيقة مُطلَقة متفقون عليها، ومشكلتنا في أن شطره الثاني مُعتَقَدُ كثيرٍ من الناس مع أنه يُخالِف وعدَ الله لعباده المؤمنين، (فالشُّجاع -عند المؤمنين- لا يموت إلا بعمره، والكريم مخلوفٌ عليه نفقَتُه…) وهنا يظهر الفرق بين صاحب الإيمان وعديمِه أو ضعيفه… فأهل الإيمان وحدهم هم من يصبرون ليُحدِثوا التغيير..

٢- هذا فضلا عن أننا نعمل في مشاريعنا ليكون الشاب قائدًا يُنجِح أمته، وبغير تعزيز الإيمان قد ينقلِبُ داهية يَنجَح هو ويُحقق منفعته الشخصية ومكاسبه الأنانية على حساب أُمَّتِه وشعبه… فقد يصمد صاحب القضية ضعيف الإيمان أمام فتنة الشدة ولا يصمد أمام فتنة اللَّذة والمغريات… فتكون النتيجة وبالا عليه وعلى وطنه.

🚩 #حلول

الإيمان يُزرع بذرةً بالعلم والتعلم والقناعة ولكن ساقه لا تنمو ولا يشتد عوده ما لم يُسقَ بماء الذِكر والقُرآنِ والصلاة والنوافل والصيام…

والإنسان بمفرده تضعف همته وتكلُّ عزيمته، ومن هنا يأتي دور الحماس والنشاطات الجماعية، التي تركز على بناء الإيمان وتعزيزه وتجديده…

(تخيلوا في بعض برامج بناء القادة –والتي يقوم عليه إخوة ذو توجه إسلامي– الطلاب قرؤوا عشرات الكتب، ولكن بعضهم لا يُتقن تلاوة القرآن ولو بالحد الأدنى المقبول فضلا عن حُسن تجويده!!)

💡 لذلك فجلسات #التدبر الجماعي للقرآن (وليس فقط التركيز على التلاوة وهي أمر مطلوب لابد منه) وجلسات #التفكر، والتذاكر بأهمية #الورد من #الأذكار و #القرآن، ومساعدة الشباب في وضع #برامج_متابعة وتنظيم ذاتية شخصية لذلك، والحديث في #سيرة_النبي و #قصص_الصحابة وحياة الصالحين و #النشيد الإسلامي الهادف الجذاب و #الروايات و #الأفلام المؤثرة عن #التجارب_الجهادية السابقة…. كل هذه أسس لابدّ منها ولا غنى عن توجيه الشباب فيها وإليها لبناء شخصية قيادية تتأسى بالنبي صلّى الله عليه وسلم …

📚 (مما يعين على ذلك: كتاب رجال حول الرسول لخالد محمد خالد – كتاب صور من حياة الصحابة وكتاب صور من حياة التابعين لعبد الرحمن رأفت باشا- كتاب حياة الصحابة للكندهلوي)

🌱 ختاما أذكر إخواني بأن الدورات السريعة تزرع بُذورا، ولكنها لا تُنبِت أشجارا ما لم تستمر عملية السقاية والرعاية، فضلا عن الاختيار والحماس المتقد عند من سيتم بذلُ الجهد لهم وعليهم…

نسأل الله أن يُكلل عملنا بالنجاح والتوفيق وأن نتدارك في قابل الأيام ما فاتنا في سابقها… وللحديث عن برامج صنع القادة وتطويرها بَقِية، والحمد لله رب العالمين.

0

تقييم المستخدمون: 4.26 ( 4 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *