معنى الخلافة في قريش؟!

التوعية السياسية - معنى الخلافة في قريش

لمن يتحدث عن مجالس وقيادات لا عصبة خلفها ولا تمون على ٢٠ بندقية أو آلية، نقول: لا تستقيم الأمة إلا بقيادة سياسية خبيرة محنكة، خلفها شوكة قوية تحميها… وعدا ذلك من جهود واجتهادات فهو عناء خلف سراب بلا قيمة.

#الشيخ_محمد_الخضري من مقدمة كتابه #إتمام_الوفاء_في_سيرة_الخلفاء

وإنما خص رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً بخلافته اعتباراً للعصبية التي تكون بها الحماية ويرتفع الخلاف والفرقة بوجودها لصاحب المنصب فتسكن إليه الملة وأهلها وينتظم حبل الإلفة فيها ولا شك أن قريشاً كان لهم العز والشرف على سائر مضر، يعترف لهم بذلك سائر العرب. فلو جعل الأمر في سواهم لتُوقع افتراق الكلمة بمخالفتهم وعدم انقيادهم فتفترق الجماعة وتختلف الكلمة وهذا ما حذره الشرع..

أما إذا جُعِل فيهم فلا يحصل شيء من ذلك لأنهم قادرون على سوق الناس بعصا الغلب لما يُراد منهم؛ فلا يُخشى من أحد اختلاف عليهم ولا فرقة لأنهم كفيلون حينئذ بدفعها ومنع الناس منها.

قال ابن خلدون في مقدمة تاريخه بعد كلام لا يخرج عما ذكرناه: «فإذا ثبت أن اشتراط القرشية إنما هو لدفع التنازع بما كان لهم من العصبية والغلب وعلمنا أن الشارع لا يخص الأحكام بجيل ولا عصر ولا أمة علمنا أن ذلك إنما هو من الكفاية فرددناه إليها وطردنا العلة المشتملة على المقصود من القرشية وهو وجود العصبية فاشترطنا في القائم بأمور المسلمين أن يكون من قوم أولي عصبية قوية غالبة على مَنْ معها لعصرها ليستتبعوا مَنْ سواهم، وتجتمع الكلمة على حُسن الحماية ولا يُعلَم ذلك في الأقطار والآفاق كما كان في القرشية إذ الدعوة الإسلامية التي كانت لهم كانت عامة، وعصبية العرب كانت وافية بها فغلبوا سائر الأمم وإنما يُخَصُّ لهذا لعهد كل قُطر بمَنْ تكون له فيه العصبية الغالبة، وإذا نظرت سر الله في الخلافة لم تعدُ هذا لأنه سبحانه وتعالى إنما جعل الخليفة نائباً عنه في القيام بأمور عباده ليحملهم على مصالحهم وبردهم عن مضارهم وهو مخاطب بذلك ولا يخاطب بالأمر إلا من له قدرة عليه».

أقول ولا نعلم الآن عصبية كافية لحماية الأمة أقوى من عصبية القائمين بأمور المسلمين الآن وهم بنو عثمان بالقسطنطينية وفقهم الله للعمل بدينه القويم والسير بسيرة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين.

0

تقييم المستخدمون: 5 ( 2 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *