سألني مرة أحدهم ما الذي تعرفه عن ماضي رياض حجاب؟

حدث وتعليق - رياض حجاب

فقلت له: هو باختصار ماضي شخص بعثي مؤهلاته وخدماته تناسب أن يصل لمنصب رئيس وزراء حكومة بشار الأسد… (من يوم كان طالبا في الجامعة وصولا لآخر حياته المهنية وبغض النظر عن التفاصيل).

* * * *

*”إذا كنتم تقبلون ضباط برتب عالية انشقوا عن النظام وقد استمروا معه طويلا فلماذا تعترضون على من وصل لمنصب مدني رفيع ليتصدر مكانا في قيادة الثورة؟ أليس الانشقاق عن النظام من بدايات الثورة يَمحي ما قبله؟ ومن أين لنا بكادر كرياض حجاب؟!…”*

أسئلة، وردت من بعض الإخوة على سبيل الاستفسار أو الاعتراض بعدما كتبته عن رياض حجاب (على سبيل المثال)، وهي في الحقيقة أسئلة مهمة، من شباب كثير منهم لم يَطلِع على العمل الحكومي الوظيفي قبل الثورة، وكيف كانت توزع المناصب والمسؤوليات، وأنا سأجيب باختصار شديد جدا، بنقاط مركَّزة:

📌أولًا: الضباط المنشقون بالرتب العالية، لا يقاسون على الموظفين الذين كانوا في المواقع الحساسة أو المؤثرة أو المرموقة، فالرتبة لا تعني المنصب المؤثر، لأنها تتعلق بالقِدَم والزمن، وكم من نقيب في مركز حساس هو أشد خطر وتأثير من عميد تم تجميده في مواضع غير مؤثرة ولا حساسة، كما كان شأن معظم الضباط السنة المحترمين، ولذلك نرى كثيرا من العقداء والعمداء انشقوا عن جيش النظام من أبناء السنة، ولكن مَن مِنهم كان في منصب خطير أو مؤثر أو حساس في جيش النظام؟؟! على حد علمي لا يوجد من الضباط المنشقين من كان يشغل هكذا منصب أمني أو عسكري.

📌ثانيا: الثورة والانشقاق وبالذات في أولها تَجُبُّ عن المُنشق الملاحقة بالحق العام وصفة العداء للشعب والثورة، ولكنها لا تعني بأنه تغيير في ذاته وطباعه وتوجهاته…

ففي الحقيقة، من كان يستطيع الوصول للمراكز الإدارية الحساسة أو السلطوية الحقيقية (مدنية وعسكرية) يحتاج مؤهلات نفسية دنيئة تجعله قادرا على القيام بخدمات يبرهن فيها للسلطة بأنه عبدٌ متفانٍ مطيع، ينفِّذُ ما يُطلب منه ولا يتحرك ضميره…

وجُلُّ من وصلوا قدّموا خدمات تبدأ من عملهم في كتابة التقارير من أيام الجامعة واتحاد الطلبة، وصولا لقرابين الطاعة المنحطة زمن عملهم الوظيفي…

وهكذا أشخاص وإن انشقوا عن النظام لأسباب متنوعة، لكن ذلك لا يعني أبدًا بأن نفسيتهم وعقليتهم قد تغيرت…. وهنا مكمن الخطر في تصدرهم المشهد الثوري.🎭

📌 ثالثا: من يقول لي من أين تأتوا بمن له مؤهلات فلان من الناس، أقول له: تذكرني بيوم خرج الشبيحة ليقولوا من أين تأتون ببديل للدكتور بشار؟!! وكأن النساء عقمت عن أن تأتي بمثله،

💡 وفي الحقيقة: يوجد في الثورة كثير من الكوادر المميزة القيِّمة، ولكن اللعب الدولية تسلط الضوء على من تدعمهم الدول وتلمِعهم، ممن تم اختيارهم بما يحقق أهداف تلك الدول، ولو على حساب أهداف الشعب السوري وتضحيات أبنائه.

وللحديث عن الجزئية الأخيرة تفصيل نوضحه وننشره لاحقا إن شاء الله تعالى.

 

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *