ليست النائحة الثكلى كالمستأجرة!

رسائل للقادة - ليست النائحة الثكلى كالمستاجرة

⚠️ ليستِ النائحةُ الثَّكلى كالمستأجَرة!!!

في كثير من المشاريع والتجارب (الثورية وغير الثورية) التي مررت بها في حياتي أو شاهدتها، دائما ما يبدأ المشروع بفكرة رائعة جذابة متقِدة بهمة شخص واحد أو شخصين يعملان عن عشرات، لأنهم أصحاب همٍ وقضية، ثم غالبا ما كان يتم توسعة المشروع بعدها وتكبير فريق عمله، فيغدو إنتاجه باهِتًا خاوي الروح، عديم الفاعلية!!! مع أن الأصل المتبادر للذهن أن تزيد انتاجيته وتكبر فاعليته.

في الحقيقة صدَق من قال: “ليست النائحة الثكلى كالمستأجرة”.

#إداريا عندما نوسِّع بعض المشاريع النوعية التي تحتاج روحا وإيمانا… بموظفين (غالبا ما يكون نصفهم من باب التنفيع بالوظيفة لأنهم محسوبون على هذا وذاك) فنحن نعيق المشروع لا ندفعه، إذ غالبا ما يكون همهم الزعامة والتسلق على منجزات المخلصين، ولا يبالون لو فشل المشروع فهو بالنسبة لهم ليس رسالة، ولا حياة، ولم يضحوا من أجله، بل هو فرصة لتحقيق مكسب شخصي إن فشل فستأتي فرصة غيره…

يضاف إلى ذلك #ماديا أنه غالبا ما يتم معاملة الناس بسلم رواتب يتعلق بتوصيف الوظيفة والشهادة بعيدا عن الفاعلية والإنجاز، فضلا عن عدم قناعة الداعمين بإعطاء شخص واحد راتب أربعة أشخاص ولو كان يعمل عن أربعين، وهذا تكون تبعاته صدمة نفسية وعاطفية على أصحاب الفكرة الأساسية، فإما أن ينسحبوا من المشروع ويبقى هيكلا فارغا بلا روح تتفاخر بوجوده القيادة أو الإدارة ولكن دون إنجاز حقيقي ولا تحقيق أهداف، (سوى أن تفتخر بوجوده الإدارة أو القيادة واللفظ حسب نوعية المشروع)، أو أن يبقوا ويعانوا ليس فقط من أن البقية يتفرجون، بل يتدخلون ويضعون عصي في عجلات المشروع من حيث يعلمون او لا يعلمون، فأصحاب الفكرة الأساس في كثير من الأحيان لا يوضعون في إدارة المشروع، فالأفكار والعلم لا يكفي في زمن المحسوبيات…
يضاف إلى ذلك صعوبة تحقيق التوازن بين أن يعملوا عمل أربعين، براتب شخص يتطلب أن يحصلوا غيره ليأمنوا راحتهم وراحة أهل بيتهم (ولا أقول مستلزمات فقط فالمشاريع الإبداعية المميزة تحتاج راحة بخلاف المشاريع الإسعافية الروتينية).

مشكلة عويصة تحتاج
#ماليا سعة أفق ممن بيده مفتاح خزنة المال، لكي يكون تفكيره الموازنة بين ما يُصرف وما يحقق من إنجازات، لا بين ما يُصرَف وطول جدول الرواتب…

أما #إداريا فلابد أن يكون المبدع صاحب الفكرة هو المشرف على فريق العمل، هو من يختاره ولا يُفرض عليه أحد وهو بدوره يحدد الطريقة المثلى لمكافأة كُلٍ على عمله بقدر دوره ومساهمته…

أما #معنويا فلا تصدموا إذا أخبرتكم بأن جل المشاريع الكبرى التي ترونه على الساحة (ساحة الثورة السورية) وتحقق إنجازات مميزة ولافته للنظر، خلفها آحادٌ قلائل مضحون لا يعرفون اليأس ولا الملل..

ختاما #أنصح أولئك المبدعين (منابع الأفكار) أن يبقوا عاملين بهدوء وصمت بمقدار ما يتاح لهم وينجزوا، خيرا لهم من أن يوسعوا مشاريعهم فتضيع بوصلتها وتنحرف عن هدفها… ولو استمرت بعدهم…

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *