بعد رمضان… عيد الثبات والجهاد

خطبة الجمعة - بعد رمضان... عيد الثبات والجهاد

#خطبة_الجمعة
#الشيخ_محمد_أبو_النصر

بعد رمضان…
عيد الثبات والجهاد

🕌 أحد مساجد ريف حلب المحرر.
⏱ المدة: 27 دقيقة.

التاريخ: 2/شوال/1440هـ
الموافق: 7/حزيران/2019م

الأفكار الأساسية الواردة في الخطبة الأولى

1️⃣ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا.
2️⃣ نتائج دورة رمضان التدريبية ودروسها.
3️⃣ لن تستطيع أن تعيش حياتك كلها رمضان، وهذا غير مطلوب شرعا ولا متصوَّر عقلًا.
4️⃣ صيام ست أيام من شوال وفقه ذلك.

الأفكار الأساسية الواردة في الخطبة الثانية

5️⃣ عيدك في البيت وهناك من عيَّد في الخندق لكي تسعد بعيدك.
6️⃣ واقع المجاهدين وفقرهم والشائعات عند كل معركة.
7️⃣ شعر… أنا البركان والموت الزؤام

 

لتحميل الخطبة كتابيا بصيغة PDF

لتحميل الخطبة الأولى: بعد رمضان صوتيا بصيغة MP3

 

لتحميل الخطبة الثانية: عيد الجهاد والثبات صوتيا بصيغة MP3

  • ملاحظة: ما بين معكوفتين [ ] فهو شرح مُدرج في سياق ذِكرِ الدليل.

الخطبة الأولى:

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، من يهدِ اللهُ فهو المهتد، ومن يُضلِل فلن تجد له وليًّا مُرشِدًا، وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ نبيَّنا مُحمَّدًا عبدُه ورسوله وصفيُّه وخليله، أرسله ربُّه بالهدى ودين الحقِّ ليُظهره على الدين كُلِّه ولو كرِه المشرِكون، فصلوات ربِّي وسلامُه عليه وعلى آل بيته الطيِّبين الطاهرين وأصحابه الغُرِّ المُحجَّلين ومن سار على دربهم واهتدى بهُداهم إلى يوم الدين… أمّا بعد إخوة الإيمان:

يقول الله تعالى وهو أحكم القائلين: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا) [النحل: 92]، يضرب الله مثلا معاشر المؤمنين بامرأة كانت في بطحاء مكة أصاب عقلها لوثة وحالة من أحوال الجنون فكانت تغزل طيلة اليوم (تحوِّل الصوف إلى خيطان بالمغزل) تغزل طيلة اليوم وتتعب في غزلها حتى إذا حلّ المساء عادت فنَقَضت غزلها وقطَّعت خيطانها وأعادتها كما كانت والعياذ بالله.

أيُّها الأحبَّة الأكارم- أيُّها السادة الأفاضل- منَّ الله علينا بأن أكرمنا بصيام شهر رمضان المبارك، ومنَّ علينا بعده بأيام العيد وقد مدّ بعمرنا وقبض غيرنا من إخواننا قبل ذلك، فمنهم من لم يدرك رمضان ومنهم من لم يكمله ومنهم من لم يدرك أيام العيد، مَن مَعنا الآن أكرمه الله تعالى بالصّيام وأكرمه الله تعالى بتمام رمضان، أكرمه الله تعالى بإنجاز دورة تدريبية لابدَّ أن تظهر فوائدها بعدها.

لم آتي اليوم -أيُّها السادة- لكي أقول لكم كما يقول البعض “كونوا ربانيين ولا تكونوا رمضانيين”، لم آتي اليوم -أيُّها السادة- لكي أقول لكم اجعلوا عامكم كلّه رمضان لأنّ هذا لا يستقيم أصلا لا عقلا ولا شرعا، لو لم يكن لرمضان مزية وخاصيّة لما كان رمضان أصلا، لو كان البشر يطيقون ذلك لما جعل الله لهم هذه المواسم، الله تعالى عندما جعل لنا هذا الموسم قال وقوله الحق: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 183]. إذًا الغاية من هذه الدورة التدريبية التي عشتها -أخ الإسلام- أن ينعكس ذلك تقى بعد رمضان؛ التقوى هي مراقبة الله تعالى في السرّ والعلن، بعض الناس يُراقب الناس، يُراقب الخلقَ وينسى الخالق سبحانَه، فيكونُ أمام الناس على خيرِ حال فإذا خلا -والعياذ بالله- بمحارمِ الله انتهكها.

أتى رمضان فتشجَّعت -أخ الإسلام- على الصيام بمعونةِ إخوانك، لمّا يرى الإنسان من حوله جميعًا يقومون بعمل ولا يَفتَرون عنه يتشجع وترتفع همّته، فحَرَمت نفسك الطعامَ مع الجوع وحَرَمت نفسك الشراب مع العطش وكنت تختلي بالطعام والشراب فلا تأكل ولا تشرب، كلّ ذلك تعويدٌ لك على تقوى الله تعالى، كلّ ذلك تعويد لك على أن تقهر نفسك، رأيت بعينك كيف أنّك امتنعت عن التدخين طيلة النهار لمدة شهرٍ كامل واستطعت ذلك فما الذي يمنعك عن فعل ذلك بعدها؟!

رأيت بأنّك كنت لا تستيقظ فقط على صلاة الفجر بل كنت تستيقظ للسحور قبل صلاة الفجر لمدة شهرٍ كامل، أفتعجَز عن أن تستيقظ على الأقل لصلاة الفجر بعد رمضان؟!

الدورة التدريبية -أيُّها السادة- تظهر ثمارها بعد رمضان تُقى والتزامًا، وليس المطلوبُ منك أن تداوم على ما كنت فيه في رمضان، رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والحديث في صحيح مسلم- قال: “ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فخذوا منه ما استطعتم”.

دخل النبيّ على أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- والحديث في البخاريّ- وعندها امرأة قال: من هذه؟ قالت: هذه فلانة من بني أسد؛ هذه يذكرون من قيامها أنّها لا تنام، [تقضي ليلها تقوم لله تعالى. فماذا قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم؟ النبيّ -صلّى الله علهي وسلّم- ماذا قال؟ قالَ: نِعمَ ما فعَلَت؟! لا والله..] قال -صلّى الله عليه وسلّم: “خذوا من الأمر ما تطيقون فإنّ الله لا يمل حتى تملّوا”.

الإنسان لو بده يعيش حياته كلها مثل رمضان يَمَل ويتعب، نحن بَشر ولسنا ملائكة، إذا فما الغاية من رمضان؟ الغاية التدريب على التقوى، الغاية أنّي كسرت روتين حياتي رأيت بأنّ الروتين الذي أعيشه ولا أستطيع أن أنفك عنه رأيت بأنّي أستطيع أن أتخلّى عنه، فتغيّر موعد طعامي وتغيّر موعد شرابي وأقلعت عن التدخين وغيّرت نظام النوم عندي، كنت دائما محبوس في وهم أنّي لا أستطيع أن أغيّر روتين حياتي.

الأمر الثاني أنني عودت نفسي على التقوى فكنت أختلي في داري بالطعام والشراب فلا آكل ولا أشرب من تقوى الله تعالى.

علّمني رمضان بأنني لما استطعت أن أقهر نفسي لأنّ الناس من حولي جميعا هم على نفس الأمر، علّمني أن أبحث عن الصحبة الصالحين الصادقين لكي يكونوا بيئة صالحة أراهم من حولي فأستمر على الطاعات وأستمر على الخيرات، والنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أوصانا في باب الاستمرار بالخيرات بعد رمضان بأن نتبعه بصيام ست من شوّال، فقال روحي فداه -والحديث في صحيح مسلم- قال: “من صام رمضان وأتبعه ست من شوال كان كصيام الدهر”. الحسنة بعشر أمثالها، رمضان وستة أيام ست وثلاثون بعشرة =ثلاثمئة وستون كصيام العام كله.

يسألني سائل: أيصح أن أصوم أيّام شوّال الستة مع أيّامه البيض، مع الإثنين والخميس؟

نعم -أيُّها السادة- في النفل في النافلة هناك ما يسميه الفقهاء تشريك النيّة؛ أي أن ننجِز أكثر من نية معا فأنا أصوم الأيّام البيض وأيّام الست من شوّال هذا خير عميم، إذا كنت لا أقدر أصوم ست من شوّال يوم الإثنين والخميس لكي أكسب ثواب الإثنين والخميس والست من شوّال، أصوم الست من شوّال في أيّام البيض الثلاثة أتبعها أيّاما ثلاثة أخرى…

أمّا لو كان عليّ قضاء فلا يصح أن أنوي شيئا مع القضاء لأنّ القضاء واجب، الأصل أن تبرأ ذمتك مما عليك، كنت في معركة كنت مجاهدا فاضطررت أن تفطر، امرأتُك فطِرت من أيام رمضان ستقضي ما عليها خبّرها أن تبرأ ذمتها أمام الله فتقضي ما عليها ثم تصوم الأيّام الستة، إلا إذا خِفت أو خافت فوات الشهر، [بده ينقضي شوّال ما صمت الأيّام الستة] فأصومُ الست من شوّال وأتبعها بأيّام القضاء.

هذه -أيُّها السادة- خلاصة دورة عشناها دورة يجعلها لنا الله تعالى في كلّ عام متكررة ترفع همَمَنا وتشد عزائمنا وتغيّرُ لنا روتين حياتنا وتعوّدنا على تقوى الله تعالى.

أسأل الله أن يجعلنا وإيّاكم من المتقين وأن يجعلنا بعد هذا الشهر الفضيل من عتقائه من النَّار، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله وكفى، وصلاةً وسلامًا على عبده الذي اصطفى، عباد الله، خيرُ الوصايا وصيّةُ ربِّ البرايا: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) [النساء:131]، فاتقوا الله عباد الله، فبتقوى الله العِصمة من الفتن، والسلامة من المِحَن.

أيُّها الأحبَّة الأكارم- ونحن نتحدّث عمّا أكرمنا الله تعالى به من رمضان وعمّا أكرمنا الله تعالى به من عيد قضاه كثير منّا مع زوجاته وبنيه وأصدقائه وإخوانه وخِلّانه لابدَّ لنا أن نتذكر -أيُّها الأحبَّة_ الأفاضل بأنَّ لنا إخوة قضوا آخر رمضان وقضوا أيَّام عيدهم ولا يزالون لتاريخ اللحظة والساعة التي نحن فيها يُمضون عيدهم ورمضانهم وأيّامهم في الخنادق مرابطين مجاهدين؛ في الحُفَرِ الفردية، تحتَ أزيزِ الطائرات وقصف المدفعيّة والبراميل المتفجّرة.. يذودون عن حمى الإسلام والمسلمين.

كثير من أولئك أتى العيد وانصرم وهم مرابطون يذودون عنّا وقلّما تذكّر الناس عيالهم وأهلهم وأهلّ بيتهم في هذا العيد، هذا الذي أنت نسيته من جيرانك هذا والده وأبوه وعمّه وجده يذود عنك ويذود عني وعنك يذود عن عرضي وعرضك.

شباب ذللوا سبل المعالي         وما عرفوا سوى الإسلام دينا

إذا شهدوا الوغى كانوا كماة         يدكون المعاقل والحصونا

وإذا جن المساء فلا تراهم            من الإشفاق إلا ساجدينا

[شعر هاشم الرفاعي]

والله -أيُّها السادة- لا أبالغ أبدا والله الذي لا إله إلا هو أكثر من عشرة آلاف رجل وشاب قضوا عيدهم على جبهات حماة، أكثر من عشرة آلاف مسلم قضوا عيدهم هناك يذودون عن حمى الإسلام والمسلمين، نسأل الله تعالى أن يكتب أجرهم وأن يعلي قدرهم، كثير من أولئك تجاهل الناس عوائلهم في أيّام العيد كثير من أولئك سلقهم المنافقون بألسنة حداد، كثير من أولئك نغفلهم حقّهم ونظلمهم…

اليوم أسمع على بعض غرف وسائل التواصل وقد أكرم الله تعالى عباده المجاهدين بعد طول تخطيط في الأيّام العشرة الماضية وجهد وعدة وإعداد أسمع من يتكلم والله الإخوة المجاهدين الله فتح عليهم البارحة لأنه أمريكا تدخلت! لأنه الدولة الفلانية تدخلت! لأنّ الدعم الفلاني أتى، يا إخواني هذا الدعم وهذه الدول هذه أسباب ولكن لمّا تكون حقا فكيف إذا كانت وهمًا وكذبا، لمّا تتحدّث عن دعم أمريكا الذي يسبب تقدم تتحدّث عندما ترى مثلما ترى الآن في مناطق PKK الملحدين، ترى حظر طيران، وأمريكا تمنع أي طائرة أن تطير فوق مرافقهم، وترى القوافل من أربيل في العراق تصل كل بضعة أيّام؛ عشرات الدبابات والمدرّعات ترسلها لهم أمريكا، والذخيرة عشرات الشاحنات تصلهم… تقول وصل دعم، تقول هذا سبب فارق في المعركة…

الآن روسيا أتت بعدتها وعتادها وجندها وجيوشها لو هذه الأسباب هي السبب هذا يعني أننا أصبحنا نمتلك طائرات أفضل من طائراتها أو على الأقل مضادات أقوى من طائراتها ودبابات أقوى من دباباتها ولكن في الحقيقة هذا كله غير موجود، في الحقيقة -أيُّها السادة- بعض الناس عندما نتحدّث عن الأخذ بالأسباب ينسى أن أقوى وأهمّ سبب في النصر في المعارك هو سبب الإيمان، ما نفع العتاد والسلاح إذا لم يكن عندك رجل مؤمن ثابت لا يخاف إلا الله؟!

هل تعلمون -أيُّها السادة- أن قبل العيد الفصائل وزَّعت منحة -لا يمكن حتى أن تسمى لا راتب ولا منحة للمجاهدين- مئة ليرة تركية يعني أقل من عشرة آلاف ليرة سورية يعني هذا الشاب إذا ربطة الخبز اليوم بمئتي ليرة؛ معناها ربطة خبز كل يوم وجرة غاز لا يستطيع أن يشتري لبيته بالعشرة آلاف!!!

وفي الحقيقة كلّ المجاهدين المرابطين، العشرة آلاف يعني بالكاد تكفيهم ثمن بنزين دراجة النارية (الموتور) الذي ينزلون عليه إلى الرباط وبعض الناس تراه جالس في بيته وماسك الجوال وافتحوا المحور الفلاني واعملوا المعركة الفلانية… وما شاء الله عليه بصير مخطِّط ومنظِّر وبخوِّن وبخسِّر ووو…

أيُّها السادة-أيُّها الأحبَّة- إن قلنا فلنقل عدلا، إن قلنا فلنقل خيرا؛ جميعنا -وأنا أولكم- نحدثكم عن فساد بعض القادة وعن إجرامهم ويكون ذلك في الوقت المناسب والمكان المناسب، ولكن في الحقيقة -أيُّها الأحبَّة- أن أغفِل هذا الجهد الكبير فهذا ظلم… والله يا إخواني هذا الذي نعيشه في هذه الأيّام أعاد للناس روح الجهاد والثورة للناس من أول وجديد، والله حكى لي أحد الإخوة: البارحة شباب ليسوا تابعين لأي فصيل والله نزلوا إلى تلك المنطقة على دراجاتهم شروا ذخيرة سلاحهم شراءً من محلَّات الذخيرة واستعاروا بنادق عارية ونزلوا لكي يجاهدوا في سبيل الله.

فيا من قضيت عيدك مسرورا هانئا مع امرأتك وبنيك وإخوانك وأحبابك…

لا خَيْلَ عِندَكَ تُهْديهَا وَلا مالُ                 فَليُسْعِدِ النُّطْقُ إنْ لم تُسعِدِ الحالُ

[المتنبي]

كفّ لسانك قليلا وانشغل بما ينفعك طالما أنها شغلة ماهي شغلتك، هناك من يعمل ويبذل ويجتهد، المعارك التي ترونها البارحة واليوم لها أكثر من أسبوعين الناس تعمل تحت الشمس عشر ساعات وهي صائمة تجهِّز لها الإعداد الهندسي والخنادق والسواتر…. وأمور عديدة لا يفقهها من لم يعش هذا ومن لم يجرب الجهاد، فكفّ لسانك واستبشر بفتح من الله واستبشر بمدد من الله.

والله -أيُّها الأحبَّة- والله الذي لا إله إلا هو يكفينا فخرا أنّنا نحارب جيشا يصنّف أنّه ثاني أقوى جيش على وجه المعمورة على وجه الأرض، الجيش الروسي ثاني أقوى جيش بعد أمريكا على وجه الأرض، جيش روسيا ومعه جيش إيران ومعه المرتزقة الشيعة الذين أتوا بهم من أقطار الأرض وجيش ذنَب الكلب بشار الأسد كلّهم بفضل الله تعالى هؤلاء الشباب يصدونهم ببنادقهم…

يا شيخي اليوم الله أكرمنا وأصبنا طائرة، أصبنا طائرة وأصبنا قبلها طائرات معناها في عندنا مضادات، يا أخي هذه مضادات موجودة عنا من أوّل الثورة، من قال لك أنه ما عنا مضادات؟! لكن هذا مضاد بسيط هذا المضاد مداه لا يمكن أن يصيب أي طائرة، أي طائرة نراها حاليا مداها فوق الخمسة كيلو متر فوق الخمسة كيلو متر ما بتصيبها كلّ المضادات الأرضية، فإن أكرمنا الله عزَّ وجلّ من طائرة ونزلت لمسافة منخفضة جدا الشباب لها بالمرصاد، لا يعني ذلك إنّك تخوّن الناس، وين كنتوا مخبين المضادات؟! ولا يعني ذلك أنه والله أمريكا هي التي نصرتنا، يا أخي لا أمريكا نصرتنا ولا بعتولنا شيء، نتمنى على الله عزَّ وجلّ أن يهيئَ لنا من ينصرنا، إن الله عزّ وجلّ ينصر دينه بالبَر وبالفاجر، الله عزَّ وجلّ إذا أراد أن ينصر دينه قد يهيئ كافر ليعين المؤمنين، هذا ليس على الله بعزيز ولكنه لم يحصل، نتمنى أن يحصل فليس هذا بشيء عيب أو حرام، نتمنى… لكن قُل حقًّا وعدلًا وانظر بعين العدل وبعين الرحمة وبعين اللطف لإخوانك المجاهدين الذين قضَوا وما زالوا إلى تاريخ الساعة يقضون أيّام عيدهم على جبهات القتال في الخنادق وفي الحفر ولسان حال أحدهم:

أنا البركان والموت الزؤام          وصوت الحقّ والماضي الحسام

سأقطع دابر الظلّام حتما               فتحت سياطهم شعبي يسام

أنا لأولى برد الظلم عنه                 بغير النصر لا جفني ينام

أنا ابن للعزّ لا أرضى بذلّ                     وأجدادي أعزّاء كرام

أنا للثأر مخلوق عنيدٌ                   تثور جوارحي عِرضي حَرام

رصاصي يقلق الأعداء دَوما                  وتكبيري له سرّ تمام

رصاصي يقلق الأعداء دَوما                  وتكبيري له سرّ تمام

سأتركه يدوي في العلالي                ففي التكبير يأتيني السلام

ومن حولي الملائكُ داعيات              وتنصرني ويخشاها اللئام

سأقبِلُ راغبا في الموت حتى            أنال النصر أو نعشي يقام

فإن متنا فللجنات نمضي                   وإن عشنا فعيشتنا كِرام

 

أسأل الله العلي العظيم أن ينصُر الإسلام والمسلمين، وأن يثبِّت أقدام المجاهدين المرابطين…

إني داعٍ فأمِّنوا.

 

0

تقييم المستخدمون: 4.85 ( 2 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *