خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي

خيركم خيركم لأهله

خيركم خيركم لأهله

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي» رواه ابن ماجة والترمذي، وقال حسن صحيح

 

– – – – – – – –

بقلم: الشيخ أبو معاذ زيتون

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: “خَيرُكُم خَيرُكُم لأهلِه، وأنا خَيرُكُم لأهلي”.  رواه ابن ماجه والتِّرمذِي، وقال: حَسنٌ صحيح.

المعنى: لكم أتت الأحاديث النبوية الشريفة تأمرنا بالتمسك بخصالِ المعروفِ وعدمِ احتقارِها، وفي هذا الحديثِ يدعونا رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم لنجعلَ أهلَنا أوّلَ المستفيدينَ من هذه الخصالِ عند فعلِها.

والأهلُ هم الوالدانِ والزّوجُ والإخوةُ والأبناءُ فهُم يتطلّعونَ إلى نوالِ الخيرِ من قِبَلِنا، ويأملونَ السّعادةِ بعشرتِنا، ويسارعونَ قبل غيرهم في خدمتِنا ونَجدتِنا، ويفرحونَ لما يُفرحُنا، ويألمونَ لما يُؤلِمُنا، فهم أحقُّ النّاس بحسنِ عشرتِنا.

وقد أخبرَنا صلّى الله عليه وسلّم أنّه سبقَنا في هذا الميدانِ، فكانَ خيرَ النّاسِ لأهلِه، وكأنّه يقول لنا: أما لكم أيّها المسلمونَ فيَّ أسوة؟!

ومن عَجبٍ أنّ أكثرَ المسلمينَ اليومَ يكونُ خيرُهم للأغرابِ، وسوؤهم وبؤسُهم على أهلِهم وخاصّتِهم، فإذا كانَ واحدُهم بينَ رفاقِهِ وأصحابِهِ تناسى مصاعب الحياةِ وَجادَ بالبَسمة والممازحةِ والبذلِ والمؤانسةِ، وإذا خلا بأهلِه تذكّر همومَه ومتاعبَهُ واستحضرَ كلَّ عناءِ الحياةِ فعبسَ وَبسرَ، وأمسكَ وافتقَر، وهذا خلافُ هديِ نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم، حيثُ كان أهلُ بيتِهِ أسعدَ الناسِ بهِ.

طريقة مقترحة للتطبيق:

أخي وأختي: لا شكّ نحنُ لا نكرهُ أهلَنا ولا نحبُّ الأغرابَ أكثرَ منهم، ولكنّنا لطولِ العشرةِ والمخالطةِ نتهاونُ في العنايةِ بهم، ونستسهلُ إيذاءَهم ولا ننتبِه لما يُضايقُهم.

فحريٌّ بنا أن نعيدَ النّظرَ في تعاملِنا معهم، وأن ننظرَ بين الفينةِ والأخرى إلى الفروقِ الكبيرة بين قسوتِنا وجفوتنا معهم وبينَ معاشرتِنا لغيرِهم بملاطفةٍ هم الأحقُّ بها.

0

تقييم المستخدمون: 4.85 ( 2 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *