فليقل خيرا أو ليصمت
فليقل خيرا أو ليصمت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت» متفق عليه
– – – – – – –
#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون
قال رسول الله ﷺ : *”من كانَ يُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ فَليَقُلْ خَيرًا، أو لِيَصمُتْ”.* [رواه الشيخان].
المعنى: هذا من أعظمِ ما جاءَ به النّبيُّ ﷺ من الهديِ، فإنّه جعلَ كلامَنا قِسمَين لا ثالثَ لهما، قسمٌ هو خيرٌ في ذاته أَو يؤولُ في النتيجةِ إلى خيرٍ، وقسمٌ ليسَ خيرًا في ذاتِه ولا تؤولُ نتيجتُهُ إلى خير.
فإذا كان الكلامُ من القسمِ الأوّل (كذكرِ اللهِ، وَقراءَةِ القرآنِ، والتّحدّثِ بالعلمِ، والأمرِ بالمعروفِ والنّهيِ عن المنكر، ومؤانسةِ الضّيفِ والمريضِ والزّوجةِ والأولادِ بالكلامِ المباح… ) فهذا القسمُ نحنُ مأمورونَ أن نتكلّمَ بهِ، إما على وجهِ الواجبِ أو المندوبِ.
وإذا كانَ الكلامُ من القسمِ الآخرِ (كالغِيبَة والنّميمةِ والبذاءةِ وشهادةِ الزّورِ والثّرثرةِ والغناءِ وفضولِ الكلام وكل ما لا يؤولُ إلى خيرٍ ونفعٍ) فنحنُ منهيّونَ عن قولِه على وجه التحريمِ أو الكراهة.
وبهذا الهديِ يكونُ الإنسانُ قد صانَ لسانَهُ من الهلاكِ، واللسانُ لا يهلكُ وحدَه إنّما يُهلِكُ معه كلَّ الأعضاء، فربّما قالَ الواحدُ مِنّا كلمةً من الشّرِّ لا يُحاسبُ نفْسَه عليها، تُرديه في جهنّم.
طريقةٌ مقترحةٌ للتّطبيق:
ألزم نفسكَ ألّا تتكلّم بعد اليوم إلّا بعد أن تَسألَ نفسَك: هل ما سأقولُه خيرٌ أو يؤولُ إلى خيرٍ؟
واستعِن على ذلك بالاعتزالِ عن مخالطةِ النّاسِ وَالاشتغالِ بِشيءٍ نافع، فإنّ الفراغَ وكثرةَ الخُلطةِ تورثُ العبدَ الغَفلةَ، وتجعلُه يستهينُ الكلامَ والخوضَ مع الخائضين.