الفكر الاستراتيجي في فهم التاريخ

كتب سياسية - فلسفة التاريخ

الفكر الاستراتيجي في فهم التاريخ

الفكر الاستراتيجي في فهم التاريخ
أداة فلسفة التاريخ
د. جاسم سلطان

أهم أفكار الكتاب والتعليق عليه بقلم: الشيخ محمد أبو النصر

أبرز الأفكار التي وردت في الكتاب:

  • تحدَّث المؤلف بداية عن أهميَّة فهم التاريخ وعن أهمية النظريات الفلسفية التي وضعها مَن سَبر التاريخ.
  • عرَّج المؤلِّف أول كتابه على تعريف التاريخ والفلسفة وربط بينهما وصولا لمعنى فلسفة التاريخ، ملخِّصًا فكرتها بأنّها: “إعمال الفِكر والنَّظر في التاريخ لاستنباط قواعد ونظريات كُلِّية يمكن الاستفادة منها في كلِّ زمان ومكان كحصيلة للتجارب الإنسانية”.
  • تحدَّث عن أهمِّية استثمار التاريخ، وكيف يستثمره أبناء الأمَّة الذين يريدون بعثها وكيف يستثمره أعداؤها الذين يريدون تدميرها، ولهذا فرَّق بين التاريخ الكبير والصغير
  • (التاريخ الكبير: تاريخ الإنجازات العظيمة والفتوحات وما شابه) و (التاريخ الصغير: تاريخ الخزايا والرزايا التي كانت تحدث في بلاط بعض الملوك والحكَّام).
  • ثم بدأ د.جاسم الحديث عن النظريات الفلسفية التي تحدَّثن عن خلاصة سبر التاريخ فيما يتعلَّق بالصعود والهبوط، وقد اختار المصنِّف ستَّ نظريات لستة فلاسِفة.
  • كان أولها، نظرية عبد الرحمن ابن خلدون في القرن الثامن الهجري (ت1406م)، أوَّل من كتب في هذا الباب، من العرب المسلمين ومن غيرهم أيضًا، (قبل فولتير الفرنسي بمئتي عام)، فعرَّف به سريعًا وانتقل إلى نظريته القائمة على فكرة العصبية، وعلى فكرة دورة حياة الدولة.
  • انتقل بعدها المصنِّف للحديث عن نظريَّة أرنولد توينبي، الذي عاش من أواخِر القرن التاسع عشر إلى ما بعد منتصف القرن العشرين (ت1975م) فحضر معظم الأحداث الكبرى التي غيَّرت خارطة العالم الحديث في القرن العشرين، وألَّف كتابه في التاريخ الذي استمرَّ في تأليفه (41 سنة)، وكانت خلاصة نظريَّته بأنَّه انتقل من الحديث عن الدول إلى الحديث عن الحضارات، فاعتبر الدول جزء من منظومة حضارية، فتحدَّث عن صراع الحضارات، كدائرة كبرى تحدث فيها الصراعات والتحوُّلات، وهذه الدائرة تضم ضمنها دوائر أصغر هي الدول، ومحرِّك هذا التغيير والصراع هم المبدِعون.
  • وتحدَّث أرنولد توينبي عن نظرية التحدي والاستجابة، وكيف أن التحديات إمَّا أن تكون وسيلة لصعود حضارات بحسن الاستجابة أو أن تكون قاصِمةً مُدمِّرةً لها.
  • في نهاية القسم المخصص لنظرية توينبي نقل د. جاسم ما يتعلَّق بنظريِة كامبل وتقسيم العالم لثلاث بقع حضارية متصارعة، وما قُرِّر للمنطقة المسلمة في المخططات الغربية مِن مطلع القرن العشرين.
  • انتقل بعدها مصنِّف الكتاب للحديث عن هيجل (ت1831م) ونظريَّته المثاليَّة، حيث اعتبر الأخير أن كل ما يجري في الدنيا مردُّه إلى صراع الأفكار، حيث كل فِكرة تحمل نقيضها الذي لا يلبث أن يُسلَّط عليه الضوء فيحدث صراع حول الفكرة ينتج عنه في النهاية فكرة جديدة وليدة تحمل بذور نقيضها في داخِلها، وتكون في البداية خفيَّة لا تلبث أن تظهر بعد حين… وهكذا تتكرر الدورة مرَّة تلو مرَّة.
  • بعد الحديث عن هيجل ونظريته انتقل المُصنِّف ( د. جاسم) للحديث عن ماركس (ت1883م) ونظريَّته الماديَّة، الذي اعتبر أنَّ كل الصراعات في العالم منشؤها الصراعات الطبقية والخلاف على ملكية وسائل الإنتاج، قسَّم ماركس التاريخ لأربعة عصور ( عصر المشاع البدائي – عصر الاستعباد – عصر الإقطاع – عصر الرأسماليَّة)… ثمَّ ذكر المصنِّف نظرية ماركس في التغيير نحو المجتمع الشيوعي، وتحدَّث عن موقف ماركس من الدين ومن النظريات الإجتماعية السائدة.
  • بعد ماركس انتقل مُصنِّفنا ( د. جاسم) للحديث عن نماذج من النظريات الإسلامية في فهم فلسفة التاريخ فبدأ بمالك بن نبي (ت1973م) رحمه الله وخلاصة ما استنتجه مصنِّف الكتاب من كُتب مالك بن نبي الكثيرة، فتحدَّث عن فكرته في قيام الحضارة على ثلاث مكوِّنات ( الإنسان – التراب – الوقت) معتبرا الإنسان هو العامل الحاسِم القادِر على تجاوز كل التحدِّيات إن كان مؤهَّلًا (وهذا يعني عنده: صلاح عالم الأفكار). ولهذا فمالك بن نبي كثيرا ما كان يتحدَّث عن عالم الأفكار وأهمِّية الثورة لتغييرها، ثمَّ تحدَّث عن أهمية الوقت كعامِل حاسم وبالذات في أوقات الثورات وفترات تحرُّك الشعوب.
  • ثمَّ انتقل المُصنِّف للحديث عن تلخيص أهم ما أورده الدكتور عماد الدين خليل في كتبه الكثيرة، والتي أطلق عليها المصنِّف: النظرية التكاملية التفسيرية في فهم التاريخ، حيث فسَّر التاريخ وما يتعلَّق به ( مِن صعود الدول وانهيارها، ظهور الحضارات وخرابها، سبل تطوير المجتمعات للأفضل وأسباب انهيارها…) تفسيرا مرتبطا بالتوجيهات القرآنية التي وضَّحت الخطوط العريضة لكل ذلك أسبابًا ونتائج.

*  تعليقي على الكتاب:

  • أهم ما يميِّز كتاب الدكتور جاسم أنَّه اختصر للشاب المثقَّف مجموعة كبيرة وضخمة جدًا من الكتب، فأعطى خلاصتها، وركَّز على النافِع منها وتجاهل ما لا نفع منه ممَّا ثبُت خطأه أو مصادمته لمعتقدنا كمسلمين.
  • زبدة مئات الكُتب أتت في 170 صفحة بلغة سهلة بسيطة، تسلِّط الضوء على الجانب الإيجابي القابل للاستثمار من كل نظريَّة، وقد نبَّه هو إلى هذا المعنى في مقدِّمة كتابه.
  • ولعلَّ من أنفَع ما في الكتاب الربط العملي البسيط الواضح المُستنتج من كلِّ نظريَّة كتطبيق عملي وخطوات يجب التنبه إليها واستثمارها في طريق بعث أمَّة الإسلام وحضارتها مِن جديد.

* الشيخ محمد أبو النصر / ريف حلب الغربي المُحرَّر

0

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *