من اعترف بجامعة سوربون، هارفارد، كامبريدج، يعترف بجامعة حلب، إدلب، حمص!
الاعتراف خرافة
من اعترف بجامعة “سوربون”، “هارفارد”، “كامبريدج”
يعترف بجامعة حلب، إدلب، حمص!
بقلم: د. أحمد جمعة
الاعتراف خرافة “منافسة” اخترعها الأقوياء و يستجديها الضعفاء
من اعترف بجامعة “سوربون”، “هارفارد”، “كامبريدج” يعترف بجامعة حلب، إدلب، حمص!
الأرض يملكها و يحكمها من يحررها و العالم غابة تحكمها حق القوة و الاعتراف مفهوم “الأمر الواقع”.
البارحة تابعت حوار “أكاديمي” على قناة أورينت بين الزملاء الدكاترة الأخ فواز العواد معاون وزير التربية و التعليم في “الحكومة المؤقتة” في غازي عنتاب و بين الأخ مصطفى الطالب مدير إدارة التعليم العالي في محافظة إدلب المحررة حول موضوع “الاعتراف” المزمع الحصول عليه لكل من جامعة إدلب و حلب!
أهمية المقال من بديهية انحراف بسيط في بداية طريق طويل يؤدي إلى عكس الاتجاه في نهايته.
اعتذر عن طول الشرح كون الموضوع هام و خطير و اعتقد من واجبي الأكاديمي تفنيده كوني خبير محترف في هذا المجال و احمل شهادة دكتوراه منذ عام 1997 ومن يهمه الإطلاع مرفق السيرة الذاتية في نهاية المقال.
سؤال و جواب: من اعترف بالائتلاف و حكومته المؤقتة طالما أنه مازلنا في حالة حرب دينية ديمغرافية و لم نجري انتخابات أو نحصل من “أهل الحل و العقد” على تفويض باسم الأكثرية السنّية التي وحدها تملك الشرعية كونها تخوض الحرب و تدفع ثمنها و لم نعلن بعد الانتصار و قيام “الدولة السنّية” و مازالت الشرعية الوحيدة حتى الآن على الأرض هي قوة “السلاح و المال”، فمن المعيب الكلام عن مفهوم “الاعتراف” و مازال ما يسمى “الائتلاف” عاجز عن إصدار هوية و جواز سفر لرعاياه وصك عملة سيادية و تحرير شبر أرض و حماية لاجئ واحد!. بالتالي من قال أنه يجب علينا الحصول على “الاعتراف” عند استحداث جامعة في بلدنا و على أرضنا التي حررناها و نسيطر عليها و نحميها و لنا كامل السيادة عليها كونها معمدة بدماء الشهداء و أشلاء الأطفال و النساء و المدنيين الأبرياء؟؟؟
معظم الدول العربية لا تعترف بدولة “إسرائيل” فهل عدم الاعتراف بها منعها من فتح جامعات و تخريج أقوى الأطباء و المهندسين و الخبراء في كافة التخصصات و معظم الدول لا تعترف بدولة “فلسطين” فهل عدم الاعتراف منعها من فتح الجامعات في غزة و رام الله و غيرها!؟
هل الشهادات التي منحتها ومازالت تمنحها جامعات “العصابة النصيرية الإرهابية” الحاكمة في سوريا المحتلة على مدار أربع عقود معترف بها في أوروبا و أمريكا و كندا وأستراليا و غيرها من البلدان؟!
مثال واقعي واحد على تهافت مفهوم “الاعتراف” يمكن تعميمه على باقي دول العالم: الإمارات دولة “صغرى” لكن من أغنى دول العالم “نفط استثمار سوق حرة” و رعاياها تدخل أوروبا بلا “فيزا” تعداد سكانها بحجم مدينة صغيرة في روسيا “الكبرى” من أقوى دول العصابة الدولية خمس دول دائمة العضوية في مجلس الحرب “تصنع سلاح نووي و تقليدي تصدر نفط غاز ألماس و طبعا سلاح” رعاياها لا تدخل أوروبا بلا “فيزا” و مع ذلك الإمارات الصغرى لا تعترف بكافة شهادات جامعات روسيا “الكبرى” و كافة شهادات جامعات دول أوروبا الشرقية تنفيذا لسياسة “المنافسة” التعليمية التي تفرضها عليها سيدتها “بريطانيا”!!!
لوكسنبورغ و سويسرا من صغرى دول أوروبا الغربية و لا تعترف بكافة شهادات جامعات روسيا و أوكرانيا كبرى دول أوروبا الشرقية!!!
لا يوجد دولة تعترف بشهادة جامعة دولة أخرى بدون “تعادل” و التعادل يستغرق وقت قد يصل أحيانا إلى وقت أطول من فترة الدراسة نفسها و كلفة اكبر من كلفة الدراسة الأساسية.
أمريكا تصك “تطبع” دولار بلا رصيد “ذهب” و الجميع يعترف و يتعامل به و يلهث على جمعه و تكديسه و من السذاجة بمكان أن تصدق أن سبب ذلك “الثقة و المصداقية” و تستمر العيش في غابة “الفيتو”.
أخيرا ما هو تعريف “الاعتراف”؟؟؟
أجزم أنه لا يوجد جواب منطقي علمي موضوعي على هذا السؤال!!!
واضح مما سبق أن مفهوم “الاعتراف” عبارة عن خرافة كبرى يصدقها و يستجديها الضعفاء الأغبياء و يروج لها الأذكياء و الأقوياء بقصد الاستمرار بسيطرتهم على الشعوب و استعبادها و نهب خيراتها بموجب خطة كهنة “معبد إبليس” الحكومة السرية العالمية “الخفية”.
مصادر الاعتراف و الشرعية و السيادة عند أهل السنّة و الجماعة عبر تاريخ كافة الدول “الراشدية الأموية العباسية العثمانية” كانت و ستبقى في الدولة السنّية شام شريف حتى قيام الساعة رصيدها في بنك الدنيا الشهادة “الدين الأرض العرض المال” لطالما العمر محدود و الروح غالية بلا حدود و معيار الاختيار جنة و نار.
الخلاصة:
سياسة التعليم في كل بلد شأن داخلي حصري سيادي “فتح مدارس معاهد جامعات، اعتراف و تعادل شهادات” يشرف عليها مجموعة أكاديميين خبراء تقرر نوعية المناهج و مستوى المعرفة و آليات إدارة عملية التعليم لتغطية حاجة المجتمع و الاكتفاء الذاتي و المنافسة بمعيار العرض و الطلب بموجب التخطيط الديناميكي العميق.
لذلك أنصح كافة أهلنا السنّة في الإدارات المدنية و المجالس المحلية في المناطق المحررة الخاضعة لسلطة الجيش السنّي الحر فتح مدارس و معاهد و جامعات حسب الحاجة و تغطية الطلب و عدم الاكتراث لمفهوم “الاعتراف” كونه مجرد “خرافة” يصدقها فقط “الحمقى”.