من أحب أخاه فليخبره

أخلاقنا الإسلامية - الحب في الله

من أحب أخاه فليخبره

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه» رواه أبو داود

 

– – – – – – – – –

#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون

عن أبي كَريمةَ المِقدادِ بن معدِيَكرِب رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ، فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ”. رواه أبو داود والتِّرمذِي، وقال: حسنٌ صحيح.

المعنى: كثيراً ما يغفلُ الإنسانُ عن مشاعرِ إخوانِهِ تُجاهَهُ، وكثيراً ما يُسيءُ فهمَ بعضِ المواقفِ والتّصرُّفاتِ التي يقصدونَ نفعَه بها، فيبني على ذلكَ أحكاماً جائرةً في حقّهم، جهلاً منه بما دفعَهم لفعلِها.

ولأنّ النّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم حريصٌ على أن يكونَ أتباعُهُ على أحسنِ حالٍ وأكملِهِ، دلّنا على ما يقطعُ سُبلَ الشيطانِ عنّا، وأرشدَنا إلى ما يقوّي أواصِرَ المحبّةِ بينَنا، فَمِن ذلكَ هذا الهديُ الفريدُ الواردُ في هذا الحديثِ.. وهو أنّ من أحبَّ أخاً له حُبّاً خاصّاً زائداً عن حُبّهِ العامِّ لكلِّ مؤمنٍ، فعليهِ أن يُبادرَ بإخبارِ أخيهِ بأنّهُ يُحبُّهُ، حتّى يُسَرَّ أخوهُ بذلك، وينفتحَ قلبُهُ إليهِ، ويحملَ كلَّ تصرّفاتِهِ على محملِ الحُبِّ وإرادةِ الخيرِ، وحتّى تتولّدَ لدى أخيهٍ مشاعرُ الحبِّ المقابلِ، فتتمكّنَ العلاقةُ فيما بينَهما.

وقد سبقَنا صلّى الله عليه وسلّم إلى تطبيقِ هذا الهدي بشكلٍ عمليٍّ، حينَ قال لمعاذ: “يا معاذ واللهِ إنّي لأحبُّكَ، أوصيك يا معاذ لا تدعنّ دبر كلّ صلاة أن تقول: اللهم أعنّي على ذكركِ وشكركَ وحسنِ عبادتك”.

ومع أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كانَ يُحبُّ جميعَ أصحابِهِ، وهم يعلمونَ ذلكَ، إلّا أنّه أخبرَ معاذاً ههنا على وجه الخصوصِ، وذلكَ ليفتحَ قلبَه لما سيقوله له، وليشتَدَّ حرصُه على ما يوصيهِ بهِ.

ولكأنّما هي رسالةٌ توجيهيّةٌ تربويّةٌ للأمّةِ جمعاءَ، مفادُها أن اجعلوا ملعقَةَ الحُبِّ أداةً لإلقامِ النُّصحِ.

ولعل من أكبر السلبيات في علاقاتنا الاجتماعية أننا كثيرا ما نتجاسر بالتعبير عن الكراهية ولا نكتمه، فيقول أحدنا لأخيه أنا أكرهك أو اليوم لا أطيقك!! ولكننا قلما نعبر عن شكرنا وحبنا ساعة الصفاء والمودة.

طريقةٌ مقترحةٌ للتّطبيق:

أخي وأختي: كم من أخّ لنا خسرناه بعدما كنّا نحبُّه، وكانَ ذلك بسببٍ نصيحةٍ وجهناها إليه أو قسوةٍ منّا عليه في بعضِ الأحيانِ بدافعِ الشَّفقةِ والغَيرةِ عليه، لكن لجهله بمشاعرنا نحوَه ظنّها بدافعِ الحسدِ أو الغَيرة منه، ولو كنّا أعلمناه بحبّنا له وحرصنا عليه لتغيّر الحال، وإنّ خيرَ الهديِ هديُ نبيّنا محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، فما أجملَ لو استمسَكنا به… وهنا قبل أن نختم أنبه لأدب المسلم والمسلمة فالحديث قول الرجل لأخيه وأنتِ أختي لأختِك، ولا يليق بالمرأة المسلمة أن تقول “أحبك بالله” على وجه التخصيص لرجل ليس من محارمها ولا يحل لها  كما تفعل بعض من قل حياؤهنّ، وكذلك الأمر بالنسبة لك أخ الإسلام..

وإنا والله نحبُّكم في الله جميعا متابعينا الكرام.

0

تقييم المستخدمون: 4.75 ( 2 أصوات)

3 تعليقات

  1. ابو احمد

    نحن نحبكم والله ايضا وننشر تصميماتكم

    • دعاة الشام

      بارك الله بجهودك أخي الحبيب وجعله في ميزان حسناتك

  2. دعاة الشام

    ❤️ نحبكم في الله متابعينا الكرام
    يا من تهتمون بتعلُّم ونشر سُنَّة
    رسول الله صلى الله عليه وسلم

اترك رداً على دعاة الشام إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *