إفشاء السلام

المجتمع المسلم - إفشاء السلام

إفشاء السلام

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم» رواه مسلم

 

– – – – – – – –

#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون

عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم: «والذي نفْسي بيَده لا تدخلوا الجنَّة حتى تُؤمنوا، ولا تؤمِنوا حتى تحابّوا، أولا أدلُّكم على شَيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم». رواه مُسلم.

المعنى: إنّ أجملَ وأقوى رابطٍ تقومُ وتنهضُ به الأممُ هو الحبُّ إذا شاعَ بين أفرادِ تلكَ الأمّةِ، لأنّه الرّابطُ الوحيدُ الذي يجعلُ كلَّ فردٍ حريصاً على جلبِ النّفعِ لغيرِه ودفعِ الضُّرِّ عنه.. وقد أرادَ اللهُ لأمّةِ المسلمين أن يتشبّثوا بهذا الحبِّ ويحرصوا عليه، وَجعلَ (الحب في الله والبغض في الله) جزءاً لا ينفصلُ عن الإيمانِ، وواجباً لا يمكنُ الوصولُ من دونِهِ إلى الجنان، ومن كمالِ هديِ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أنّه عندما يوصينا بأمرٍ عظيمٍ ويندبُنا إليه، فهو يُرشدُنا إلى وسائلِ تحصيلِهِ.

فتبادُلُ السّلامِ بينَ المسلمين من أعظمِ وسائلِ تمتينِ المحبّةِ بينهم، وهو أمرٌ محسوسٌ في الواقِع، فكلُّ إنسانٍ يَرغبُ أن يسلّمَ على من يُحِبُّ وأن يسلّمَ عليه من يحبُّهُ، بل كلّما بالغَ الإنسانُ واهتمّ في التّسليمِ عليكَ، فإنّكَ تشعرُ تلقائياً أنّه شديدُ الحبِّ لك أو الكلَفِ بك، بينَما لو سلَّم عليك ببرودةٍ من أطراف شفتيهِ، فإنّك تشعرُ بضعفِ المودّةِ منه نحوَك.

ولتنبّه جيّدا إلى هذه الكلمةِ التي اختارَها صلّى الله عليه وسلّم ((أفشوا)) وهي تدلُّ على الظّهورِ والانتشار بكثرةٍ.

وقد جعل الإسلامُ ردَّ السلامِ حقّاً للمسلمِ على أخيه، وأفضلُ المسلمينَ أحسنُهم أداءً للحقوق.
وإنّه لَمِمّا يدعو إلى العَجبِ أن نرى بينَ المسلمين من يبخلُ ويتقاعسُ بل ويستكبرُ في ردِّ السّلام على أخيهِ، حتّى يشعرَ المسلّمُ في نفسِهِ بالخيبةِ والخذلانِ، لا سيّما ممّن تقلّدوا بعضَ المناصب الزائلةِ أو كانت لهم مكانةٌ، كالمدير والطبيب والقاضي والأمير ورئيسِ المخفر وغيرهم، وكأنّ ردَّ السّلامِ الذي هو فرضٌ بنصِّ القرآنِ يُنقِصُ قدرَه أو يُذهبُ هيبتَهُ، وهذا بلا شكٍّ وهمٌ وسوءُ تقديرٍ يحتاجُ إلى علاج.

طريقةٌ مقترحةٌ للتّطبيق:

أخي وأختي: إنّ إلقاءَ السّلامِ يُذهبُ الجفوةَ ويُزيلُ الوحشةَ ويُنهي القطيعةَ ويزيدُ الألفة ويُعظمُ الأجرَ ويرفعُ القدر.

وإنّ ردَّ السّلامِ بالأحسنِ طاعةٌ لله، وحسنُ أدبٍ مع الناسِ، وجودٌ في النّفسِ، وتواضعٌ يرفعُ صاحبَه عند مولاهُ.

وكم من شحناءَ ذهبَ بها إلقاءُ السلامِ؟
وكم من مشكلةٍ مستعصيةٍ كان السّلامُ وحده كفيلاً بحلّها.
فلا تبخلوا بالسلام وأحسنوا استخدامَه فهو من أعظم النِّعم، والسّلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته.

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *