حرمة هجر وقطيعة المسلم

أخلاقنا الإسلامية - حرمة هجر وقطيعة المسلم

حرمة هجر وقطيعة المسلم

عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال: «لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام» رواه البخاري ومسلم

 

– – – – – –

#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون

عَن أبي أيُّوبَ الأنصاريِّ رضي الله عنه: أنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ قالَ: “لَا يَحِلُّ لمُسلِمٍ أَن يَهجُرَ أخاهُ فَوقَ ثلاثِ لَيالٍ، يَلتَقيانِ، فَيُعرِضُ هذا، ويُعرِضُ هذا، وخَيرُهُما الَّذي يَبدَأُ بالسَّلامِ”. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

المعنى: أيّها الإخوةُ الأكارمُ لا يكادُ يسلمُ أحدٌ من نزغةِ شيطانٍ تحلُّ بينَهُ وبينَ أحدٍ من المسلمينَ، صاحباً كان أو جاراً أو شريكاً أو قريباً، وقد تلهِبُ هذه النزغةُ الصّدورَ وتورثُ الشّحناءَ والقطيعةَ.
والله تعالى هو الذي خلقنا وهو أعلمُ بما جُبِلَنا عليهِ من عواطفَ ومشاعرَ وأحاسيسَ، من حزنٍ وغضبٍ وانزعاجٍ وغير ذلكَ.
ولهذا راعى الله تعالى فينا هذه الطّبيعةَ، فأتاحَ سبحانه للمتخاصمَينِ الفرصةَ الكافيةَ حتى تهدأَ الأعصابُ وتبردَ النّفوسُ وتنجليَ عاصفةُ الغضبِ والقهر، وهذه الفرصةُ هي ثلاثةُ أيّامٍ بلياليها، إذا هجرَ فيها المسلمُ أخاه لِحَظِّ نفسِهِ، لا يكونٌ عليهِ إثمٌ فيها ولا لوم.
لكن بعد انقضاءِ هذه الفرصةِ لا بدَّ من إصلاحِ العلاقةِ، ورأبِ الصّدعِ، وإغلاقِ البابِ في وجهِ الشيطانِ كي لا يوسّعَ دائرة البغضاء والقطيعةِ بينَ المسلمين، وكثيراً ما تكونُ تسليمةٌ من أحدِ الطّرفينِ كفيلةً بإنهاءِ الأمرِ وإعادةِ المياهِ إلى مجاريها، فلذا جعلَ النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم خيرَ الطّرفينِ هو من يبادرُ قبل الآخرِ لإلقاءِ هذه التّسليمة.

طريقةٌ مقترحةٌ للتّطبيق:
أخي الغالي: تَفقّدْ نفسَك وانظر في علاقتِكَ بمن حولَك، وستجدُ بالتأكيدِ من طالَ انقطاعُكَ عنه، واستدامَ هجرُكَ له، لخلافٍ نشبَ بينَكما أو موقفٍ أزعجكَ منه… فإلى متى ستستمرُّ في ذلك؟ ومتى ستتجرّأُ على أخذِ القرار بأن تكونَ الأَخيَرَ والأفضلَ بشهادةِ رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم؟ العمرُ إلى انقضاء، والقبر لاح، وكلنا ذو خطأ… فلنبادرْ إلى تصفيرِ خلافاتنا.

0

تقييم المستخدمون: 3.88 ( 4 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *