شهادتي على سجون الـ YPG

حدث وتعليق - شهادتي على سجون الـ YPG

✍ الشيخ أحمد إسماعيل أبو قتيبة

توضيح ما حصل معي بسجن الـ YPG وكيف تم الإفراج عني:

بتاريخ ٢-٤-٢٠١٧ مررت بعفرين متوجها للريف الشمالي للعمل بمكتب التعليم بمؤسسة مداد وتم توقيفي بموجب اسمي عندهم.
وتم التحقيق معي بالأسئلة التالية:
١- كم مظاهرة خرجت ضد النظام ؟
٢- لماذا لم تبق في حلب وخرجت مع المسلحين بالباصات؟
٣- ماذا عملت من أول الثورة حتى الآن بالتفصيل ؟
٤- عدد أقرباءك جميعا (إخوة ؛ أعمام ؛ أخوال ؛ أزواج العمات…) وماذا يعمل كل شخص ؛ وبمجرد قولك عن شخص أنه يعمل مع النظام لا يؤخذ أي تفصيل عنه ؛ وبمجرد وجود شخص بالمناطق المحررة يؤخذ اسمه وتفصيله ولو كان يعمل مدنيا بالخياطة والتصليح ونحو ذلك.
ويتم التهديد بالتسليم للنظام وأن لهم موقوفون عند النظام وسيبادلونني معه تبادلا.
٥- ينهال المحقق بسيل من التهم بأنني داعشي أو نصرة …. ومهمتي الدفاع عن نفسي.
كانت تهمتي شامية وسرعان أن عرفوا دراستي وتخصصي الشرعي ونفيي للتهمة العسكرية تحولت تهمتي “لمدرس شرعي”.

تظهر قذارة المحقق بكتابته للعديد من الأمور كذبا وافتراء طمعا في الترفع كونه احترافي ومميز في عمله ؛ علما أن البعض منهم غير مؤهل أصلا ولا أظنه يحمل غير شهادة الولادة…. ثم يرسل لك الضبط بعد أكثر من شهر لتبصم عليه بدون أن تعرف عما تبصم .
مجرد أن يظهر عليك أي التزام ديني فهذا يعني أن مصيرك السجن بالمنفرة وحرمانك من الزيارة والتنفس وكل حقوق السجناء التي يدعونها بدولتهم الإنسانية ودولة إخوة الشعوب..
قضيت أول أربعة أشهر بالمنفردة ويسمح لي بالخروج للخلاء دقيقة في الصباح ودقيقة في المساء فقط.
ثم وضعت بعدها بغرفة صغيرة مع شخصين تهمة أحدهما داعش والآخر نصرة.

بعد ستة أشهر على الأقل يحول الشخص عندهم للمحكمة حتى يحكم القاضي بحقه ؛ والحكم باسم الشعب بلا قانون ولا أي نص يضبط عملهم.
عندهم عدة محامين مرتزقة يسمح بتوكيل أحدهم ؛ علما أنه لا يقدم ولا يؤخر ؛ كونه لا يوجد قانون للمحكمة أصلا ؛ فقط يسحب منك أموالا كثيرة.
كل من يعمل معهم هو عبارة عن حجر شطرنج لا يقدم ولا يؤخر والأوامر من القيادة بجبل قنديل فقط ؛ فقد قالها لي المحقق صراحة “أنا ما بطلع بإيدي غير أحقق معك وكل الأوامر من القيادة”.
هناك سماسرة تعمل لصالحهم وتتقاضى أموالا مقابل الإفراج عن الموقوف تبدأ بـ٢,٠٠٠$ ولا حد لنهايتها حسب الأهمية ؛ حيث طلب من أهلي علي ١٠,٠٠٠$. فهم مجرد لصوص وقطاع طرق وعندهم أكثر من ١٥٠٠ معتقل بسجونهم ؛ وكل يوم يوقفون ١٠ أشخاص على الأقل.

أما عن كيفية الإفراج عني فقد تمت بموجب صفقة تبادل بتاريخ ٢٢-٩-٢٠١٧ حيث كان لهم 4 جثث لفدائيين من جبل قنديل قتلهم الأحرار قبل عدة أشهر فتواصلوا هم مع وسطاء مدنيين لكي يصلوا لهيئة تحرير الشام ويطلبوا منها الجثث مقابل الإفراج عن معتقلين للهيئة ؛ فسعت لجنة التفاوض بين الطرفين واشترطت على الهيئة عدة أسماء للجنة الوساطة بين الطرفين (التفاوض) لكن لم يتم الأمر ؛ وتم التوافق على 6 أسماء 5 منها للهيئة وواحد فقط للجنة الوساطة ؛ وكان اسمي المرشح من قبل لجنة الوساطة فجزاهم الله كل خير ..

خلاصة تجربتي مع الـ YPG: هم ليسوا عملاء للنظام بل أجراء مثله عند معلميهم ؛ وهم ضد الثورة يقينا وضد كل من يعمل فيها بأي مجال كان ؛ ويعتقلون كل من عمل بالثورة مدنيا كان أو عسكريا ؛ ويشددون أكثر على كل من عرفوه خرج من منطقة محاصرة ويتهمونه تقائيا بأنه جيش حر ؛ ولا يقتنعون أبدا بأن هناك مؤسسات مدنية تعمل مستقلة ولا تتبع للعسكريين.

ختاما: أسأل الله تعالى أن ينتقم منهم شر انتقام؛ وأن يفرج عن جميع المعتقلين .
وأحذر جميع إخواني من المرور بعفرين ولا يأمن على نفسه من مر عندهم مسبقا ولم يتعرضوا له ولو مر ٢٠ مرة.
والسلام عليكم.

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *