غارت أمكم

غارت أمكم

غارت أمكم

النبيّ (صلى الله عليه وسلّم) وغيرة النساء.

عن أنس (رضي الله عنه) قال: كان النبي (صلّى الله عليه وسلّم) عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصَحْفَةٍ فيها طعام، فضربت التي النبي (صلّى الله عليه وسلّم) في بيتها يدَ الخادم، فسقطت الصحفة فانفلقت…
فجمَع النبي (صلّى الله عليه وسلّم) فِلق الصحفة، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة، ويقول: «غارت أُمكم»..

ثم حبَس الخادم حتى أتى بصحفةٍ من عند التي هو في بيتها، فدفع الصَّحفة الصحيحة إلى التي كُسِرَت صَحفَتُها، وأمسك المكسورة في بيت التي كَسَرَت.

و”الصَّحفَة”: الطبق الكبير المبسوط الذي يُطاف به على الآكلين. و”حبسَ الخادِم”: أي أبقاه عنده.

وفي الحديث نجد صبر النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) على طبع النساء وتفهمُه غَيرةَ زوجته التي هو في بيتها من إرسال ضرتها الطعام للنبي وهو عندها، ولكن ذلك لم يمنعه من أن يغرِّمَها ما كسَرت حال انفعالها، بأن دفعت بديلا عنه إلى صاحبة الطبق الأصلي.

– – – – – – – –

#حديث_اليوم

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
«لا يَشكُرُ اللهَ مَن لا يَشكُر النَاس».
حديث صحيح رواه أحمد وأبو داود.
وورد في رواية الترمذِي بلفظ:
«مَن لم يَشكُر النّاسَ لَم يشكُر اللهَ».

من سيء الطباع والعادات الموجودة عند البعض عدم إظهار الشكر والثناء إلى من صنع معهم معروفا أو قدم لهم خيرًا، وكأن كلمات الشكر لا تعرف إلى ألسنتهم سبيلا!!

والثناء والشكر مهم جدا لا لكي يشجع نفس المحسن على الاستمرار في فعل الخير فقط، ولكنه مهم أيضا لكي يبعد عنه الوساوس والهواجس…

إذ قد يظن من يفعل خيرًا بأنّ الآخر مستاءٌ منه لا شاكرٌ له، كما لو أنه يتضايق منه، أو من طريقة ما يفعل، أو من نوع ما يقدِّم، أو أنه لايريد صلته ولا يبادله المشاعر… فيدخل صانع الخير أو مقدِّم الهدية في حَيرة من أمرِِه، ويجِد في نفسه شيئا على ذاك، أقلّه أن يظن فيمن أمامه بأنه من أهل الجفاء لا يحفَظ الود والوفاء.. أو أنه غير مهذب أو متكبر مستعلٍ على من أمامه!

لذلك أخي المؤمن لا تبخل بكلمات الشكر لمن صنع معك معروفا أو قدم لك خيرا، قليلًا كان أو كثيرا، وروض نفسك على قولها، وكررها مع كل خير، كما ينبغي بلا تفريط الجفاة ولا إفراط المتملقين…

رحم الله مشايخنا ومن أدبنا، شهدناهم وواحدهم على علو شأنه وغناه يشكر بحرارة من أهدى له وردة قطعها من الشارع، ويثني على أجيره ويشكره كلما أتاه بكأس الماء أو الشاي… فهذا طبع الكرام الأكابر أيها السادة.

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

تعليق واحد

  1. صهيب طلال إنطكلي

    جميلة وهادفة دائمًا الموضوعات
    جزاكم الله خيراً ❤️

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *