المشاعر عورة

المشاعر عورة

المشاعر عورة

نتصفح وسائلَ التواصل وحالاتِ الناس فيها، فنرى تلك التي تُظهِر حنينها لزوجها الغائب.. وثانيةٌ يبدو من كلامها وقوعها في ضيق وكرب لسوء علاقتها الزوجية.. وثالثةٌ تُعبِّر عن فراغها العاطفي.. ورابعةٌ تتمنى فقط من يقدِّر بذلها.. وخامسة وسادسة… وو..

أُخيتي، المشاعر عَورة.

وليس من العِفّة أن تُظهر المرأة على صفحاتها أمام الرجال حاجاتها العاطفية ومشاعرها المختلفة.. فهذا مدخل خطير من مداخل الشيطان.

فضلا عن أنه من الضارّ أن نبوح بمكنون أنفسنا من حرمان، ونظهر نقاط ضعفنا للعموم…

المشاعر عَورة.

ولئن تُظهِر المرأة وجهها ولا يعلم الرجال بما في داخلها أكرم لها وأكثر صونًا من أن تغطي وجهها وما بداخلها مجروح مكشوف أمام الأغراب!

المشاعِر عَورة..

وليس من المروءة أن يعلّق رجل مسلم على كلام مسلمة غريبة بما يحمل معنى التعاطف والشفقة لحالها حتى وإن كان بصيغة: “فرج الله كربك، وأزال الله همك”!! لأن طبيعة ما جعله الله بين الذكور والإناث سيجعلها تفكر بعيدًا عن سطحية الجواب، فيبدأ الأمرُ تعاطُفا، ثم ينتقل الأمر إلى البوح بالهموم، ويمتد الحوار.. ويمد إبليس شباكه شيئا فشيئا..

ولذلك كره الفقهاء أن يُشمِّت الرجل المرأة الشابة (يقول لها يرحمك الله) إذا عطست أو أن تُشمِتَه ولو من وراء حجاب.. بل كانوا يصفون من يفعل ذلك بالجهل..

فالعلماء يعرفون تمامًا ما يمكن أن تُخفِيَه النفوس وراء الكلمات، خاصة لو تكرر الأمر وحصلت الأُلفة بذلك التكرار.

فكما كان من العفة ألا تخرج المرأة مكنون نفسها أمام غريب… كذلك من الخُلق والشرف أن يراعي الرجل حرمة أخيه فلا يتعداها… وليتخيل حاله وزوجته تحادث رجلا غريبا تبوح له بهمومها ومشاكلها العاطفية!!

المشاعر عَورة ..

وقد قامت صفحات التواصل بدورها السيئ على أكمل وجه بما تحمله من إشارات وتلميحات بين الجنسين الرجال والنساء.. حتى أصبحت هي نفسها سرطانا اقتحم بيوت المسلمين.. فأصبح بال الرجل – وهو في بيته وإلى جوار زوجته – مشغولًا بحال امرأة أخرى قد أظهرت حاجتها في الوقت الذي تجافيه زوجته والتي هي حلاله!!

وأصبحت المرأة في بيتها مشغولا بالُها بآخَر قد شعر بحالها وتألَّم لأجلها أكثر من زوجها!

ولو اطلعت تلك المرأة على حال ذلك الغريب في بيته وجفائه لأهله لعلمت أن الكلمات على الصفحات وهْمٌ وادعاءٌ كاذب، يستكثر منه هؤلاء لأنه لا يُكلِّف شيئا.

ولو اطلع الرجل على قلب أخيه ورأى قلقه وغيرته وحرقته على زوجته لتمنى لو قتل نفسه قبل أن يدوس بسفاهته على حُرمة أخيه.

تذكري جيدًا .. المشاعر عَورة!!

0

تقييم المستخدمون: 4.08 ( 58 أصوات)

تعليق واحد

  1. كلام خطير وحتقار صغائر الذنوب يودي بنا في النار لابد أن ننتبه لتصرفتنا أكثر وان نحافظ على حيائنا وعفتنا من وسائل الاتصال فهي صممت من أجل خدش حيائنا
    نسأل الله المعافاة في ديننا ودنيانا

اترك رداً على Reham Alkasem إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *