مصابنا في طريقة تفكيرنا

خطبة الجمعة - مصابنا في طريقة تفكيرنا

#خطبة_الجمعة
#الشيخ_محمد_أبو_النصر

مصابنا في طريقة تفكيرنا

🕌 أحد مساجد ريف حلب المحرر.

⏱ المدة: 21 دقيقة.

التاريخ: 15/جمادة الأولى/1441هـ
الموافق: 10/كانون الثاني/2020م

🔴 الأفكار الرئيسة في الخطبة الأولى:
1️⃣ مازلنا نحكم عاطفتنا ونتجاهل نداء العقل.
2️⃣ منهجية التفكير الخاطئة ومرتكزاتها.
3️⃣ اتباع الظن – التقليد الأعمى – الاعراض عن التعلم.
4️⃣ مقتل قاسم سليماني وردة أفعال الناس على المواقف السياسية.
5️⃣ في السياسة انظر إلى الأفعال لا إلى الأقوال.
6️⃣ المراهقون والشباب أكثر من يتم التلاعب بعواطفهم.
7️⃣ تجربتي أيام حرب العراق سنة2003
8️⃣ واجب الوقت لطلاب المدارس والجامعات هو الاعداد والاستعداد

🔴 الأفكار الرئيسة في الخطبة الثانية:
9️⃣ دعاء فقط

لتحميل الخطبة كتابيا بصيغة PDF

لتحميل الخطبة صوتيا بصيغة MP3

  • ملاحظة: ما بين معكوفتين [ ] فهو شرح مُدرج في سياق ذِكرِ الدليل.

الخطبة الأولى:

إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئاتِ أعمالنا، من يهدِ اللهُ فهو المهتد، ومن يُضلِل فلن تجد له وليًّا مُرشِدًا، وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ نبيَّنا مُحمَّدًا عبدُه ورسوله وصفيُّه وخليله، أرسله ربُّه بالهدى ودين الحقِّ ليُظهره على الدين كُلِّه ولو كرِه المشرِكون، فصلوات ربِّي وسلامُه عليه وعلى آل بيته الطيِّبين الطاهرين وأصحابه الغُرِّ المُحجَّلين ومن سار على دربهم واهتدى بهُداهم إلى يوم الدين. أمّا بعد إخوة الإيمان:

لئن غبت عنكم في الأسابيع الماضية لشاغل شغلني بمشروع نافع لشباب الأمة المحمّدية وعوّضكم الله من هو خير مني… في تلك الأسابيع الماضية -أيُّها السادة- وقد غبت عنكم حدثت أحداث جسيمة سواء على صعيد ثورتنا وبيتنا الداخلي أو على صعيد العلاقات بين الدول، كنت في كلّ تلك الأحداث أجلس وأرصد ردة أفعال الناس وأنظر إلى محاكمة الناس لتلك الأحداث وكيف ينظرون إليها وكيف يحللونها وكيف يبنون عليها، وما زلت مُقتنِعا -أيُّها الأحبَّة- بأنَّ كثيرا منّا إلى الآن تحكمه العاطفة ولم يصل بعد إلى مرحلة تحكيم العقل والقناعات، سنوات مرّت علينا في ثورتنا وفي حربنا وما زال أكثرنا ينقاد بالعاطفة الآنية بعيدا عن العقل، وشرّ من ذلك من يتصدّر لتوجيه الناس فيخاطبهم بالعواطف بعيدا عن العقول ويضلِّلُهم من حيث يحسب أنّه يحسن صُنعًا.

لذلك أحببت -أيُّها الأحبَّة- أن أتحدّث اليوم معكم عن أولي الألباب، أولي الألباب الذين قال الله تعالى عنهم: (وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) [البقرة: 269]، أصحاب العقول الواعية يذَّكّرون ويتَّعظون للأحوال التي يرونها حولهم، إذا لماذا غيرهم لا يتعظ؟ يقول العزّ بن عبد السلام -سُلطان العلماء وبائعُ الأمراء-: “أولو الألباب هم قوم خلصت عقولهم من شوائب الهوى”، هم قوم خلَصت عقولهم من شوائب الهوى فيبصرون بالبصيرة الحقّة، فالهوى – أيُّها السادة – يُعمي ويُصم، الهوى إن أحب الإنسان فكرة فتعصّب لها أو أحب أشخاصًا توّهم فيهم الخير عَمي وصمَّ عن كلام الناصحين وعن وعظ الواعظين، لذلك أتى الإسلام -أيُّها الأحبَّة- بالمنهج الصحيح للعقل والعمل والتفكير، أتى الإسلام أوّل ما أتى برفع العوائق والموانع التي تقف في وجه العقل وفي وجه التفكير السليم، أوّل ما أتى الإسلام -أيُّها الأحبَّة- أتى بمحاربة تلك العوائق وأوّلوها اتباع الظن، كثير منا يبني أفكاره ويبني تخطيطاته ويبني الكثير من الأمور في حياته على مجرّد الأوهام والظنون، والله تعالى عاب على أمثال هؤلاء (وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ  إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ  وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) [النجم: 28]، ما تظنّه شيء وما هو واقع حقيقي على الأرض شيء آخر.

أما العائق الثاني الذي يُعمي الإنسان عن رؤية الحقّ فيراه بعينه ولا تُبصره بصيرته، فهو بعد اتباع الظن -أيُّها الأحبَّة- التقليد الأعمى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا  أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ) [البقرة: 170]، أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون، أولو كان سادتهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون، أولو كان أمراؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون، تقليد أعمى بهوى، أحب أشخاصا توّهم فيهم الخير فعميَ وصمَّ عن رؤية الحقّ

أيُّها الأحبَّة، تأتي التجربة تلو التجربة فلا نرتدع ولا نتعظ ولا نعتبر، ورسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “لا يُلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين.” [أخرجه البخاري ومسلم]. الصورة النمطية التي يحاول الإعلام دائما أن يُظهر بها المؤمن والملتزم يظهرونه لنا على أنّه شخصٌ ساذج شخص –بالعاميّة- غشيم درويش، لم يكن صحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هكذا بل كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يقرّب إليه العقلاء الحكماء الفهماء من الصحابة وكلّهم خيار -رضي الله عنهم وأرضاهم- فقال روحي فداه: “لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين.” لأنّ المؤمن شخص عاقل يعي سنن الله الكونية فيلتزم أوامر الله تعالى لكي يكون قراراه مناسبا لهذه السنن الكونية. مرّةً تلو مرّة، مرّة تلو مرّة، كل مرّة نقع في نفس الحفرة، وكلّ مرة نسير خلف أولئك الذين يقعون في كلّ مرّة في نفس الحفرة ونحسن الظن والظن لا يُغني من الحق شيئا!!

البارحة ليلا كلّكم سمعتم انتشر خبر أنّه هناك هدنة ستة أشهر وبعضكم جلس معي بمجلس خاص من بضعة أيام قالوا لي ماذا تتوقع؟ قلت لهم العدو سيوقف الأعمال حتى الصيف لأنّ المناطق التي وصل لها في ريف ادلب الحركة فيها متعسرة لآلياته فلابدّ أن يوقف العمل للصيف؛ قضَم شرق السكة، أتت هدنة قلنا نُعِدّ ونستعِد، لم يُعِدّوا ولم يستعِدوا، أتت المعركة التي تليها قَضم أرض أيضا، يفرض الهدنة متى يشاء، يريّح جنوده وينقل عتاده وتصله إمدادات الذخيرة ثم يكمل، ونتفاجأ بأن القوم لم يُعِدوا حقيقةً ما يجب، ونخسر المناطق مرّة تلو مرّة ونبقى نُحسِن الظن والظن لا يغني من الحق شيئا.

أيُّها السادة- الله عز وجل في القرآن الكريم لمّا أنزل كتابه على نبيّه أصلح لنا أسس التفكير ووضع لنا منطلقات ننطلق منها في تفكيرنا فنهانا عن اتباع الظن وقال (إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) [يونس: 36]، ونهانا عن التقليد الأعمى (أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ)، ونهانا الله تعالى -أيُّها الأحبَّة- عن أن لا نسمع كلام الناصحين فالحكمة -أيُّها السادة- ضاّلة المؤمن.

بعض الناس حالهم مع العقلاء والمصلحين كحال بمن بعث فيهم الأنبياء (وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا) [نوح: 7]، لا يسمعون للناصحين ولا يسمعون للعقلاء، لا يتّعظون بوعظ واعظ ولا يسمعون لنُصحِ ناصِح ثم يدّعون بأنّهم من أولي الألباب، أولو الألباب هم من خلصت عقولهم من شوائب الهوى، ضع هواك جانبا وضع عاطفتك وضع محبّتك لأشخاص جانبا وابني على الأفعال -أخ الإسلام- ابني على الأفعال لكيلا تكون ألعوبة بيد من يتلاعبون بعواطفك، لكيلا تكون ألعوبة بلسان من لا خلاق لهم، لكيلا لا تكون ألعوبة بيد من يعزفون على أوتار العواطف الفارغة، الكلام -أيُّها السادة- كلام كلام…، الكلام كلام، الإنسان العاقل يبني على الأفعال، فيما مضى زمن عزّة الإسلام وزمن نخوة العروبة كان الكلام كلامًا له قيمة، ولعلّ كثيرا منكم يحفظ قصّة الشاعر المتنبّي مع كافور الإخشيدي الذي كان عبدا وحُرّر وغدا ملكا على مصر:

المتنبي اختلف هو وابن عمه في حلب فذهب إلى دمشق ثم إلى مصر إلى كافور الإخشيدي، فكان يمدحه، هو متعود هنا كان سيف الدولة يمدحه فيعطيه، يمدحه فيعطيه، فمرّة مدح كافور كثيرا يمدحه فيقول كافور لوزيره أعطه كذا أعطِه كذا أعطه كذا، لمّا انصرف المتنبي أتى الوزير قال يا أمير لو أعطيناه ما قلت لنفذت الخزينة، فقال كافور يومها أعطانا كلاما ونعطيه كلاما، والعرب في ذاك الزمان والمسلمين لم يكونوا يعهدون هكذا نوع من الخداع، فقال فيه المتنبي قصيدته الشهيرة التي قال كافور ليتني ملّكته مِصر ولم يقل فيني هذا القصيدة لأنّه سرت بها الركبان وطارت بها الآفاق، والتي يقول فيها:

مَن عَلَّمَ الأَسوَدَ المَخصِيَّ مَكرُمَةً       أَقَومُهُ البيضُ أَم آبائُهُ الصيدُ

لا تشتَرِ الـعَبد إلا والعَصَا معه        إِن العَبِيدَ لأنجاسٌ مَناكيد

هذا كان فيما مضى، في زماننا الحالي -أيُّها السادة- الكلام كلام؛ بعض الناس الآن رأى الحرب الإعلامية الأخيرة ورأى الخطابات، وهي كلام … ينظر للأخبار ولكلام الدول فيصدّقه!! لو كان هذا الكلام حقّا، لو كانت بيانات رؤساء الدول حقّا، نحن كنّا من 8 سنين في حلب ودمشق ولكنّا آمنين مطمئنين.

أيُّها السادة وأيُّها الأحبَّة- إلى متى يتلاعب المتصدّرون بمشاعركم وبعواطفكم؟! إلى متى نبني أفكارنا على الوهم؟! الله عزّ وجلّ أعطانا مفاتيح للعمل قال وأعدوا، وأعدوا، ما قال واسمعوا واخنعوا، قال: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ) [الأنفال: 60]، فقط هي الي تحميكم، أمّا الكلام فمثل ما قال كافور للمتنبي الكلام كلام. الآن في اليومين الأخيرين بعد مقتل عدو الله (قاسم سليماني) الذي أفرح الله قلوب المسلمين بقتله، الناس شغلت شغلها الشاغل فلان قال كذا، وفلان قال كذا، فقلت لهم أنا في السياسة لا أنظر للأقوال انظر إلى الأفعال، من أساء لي بفعل وضرّني بفعل فهو عدوٌ لي ولو أحسن لي بالكلام، ومن أحسن لي بالفعل ولو قال كلاما يخالف ذلك فهو أخي وصديقي وأنا أعرف أنه اضطر إلى ذلك اضطرارا. يا إخواني لابدَّ أن تفكروا فيما وراء الأقوال.

وفي الحقيقة -أيُّها السادة- أكثر من يتلاعب بهم بموضوع العواطف والمشاعر هم شريحة الشباب والمراهقين؛ لذلك ترى أن شريحة الشباب والمراهقين هي أكثر شريحة يتم استهدافها ويتم استخدامها ممن لا خلاق لهم، وهذه تجربة شخصية أظن كلّ واحد فينا مرّ بها، لذلك أنا دائما أقول لمن هو أكبر سنا خفف على إخوانك الشباب خفف على إخوانك المراهقين تلطّف بهم لأنّك في يوم من الأيام كنت مثلهم كنت مثلهم، ما في حدا فينا كبر وصار عاقل فورا، كلّنا مررنا بفترة طيش، كثيرٌ منا مرّ بطيش الشباب وبطيش المراهقة، فالآن لمّا ترى الشباب الذين تتحكم بهم عواطفهم انصحهم وتلطّف بهم شيئا فشيئا لا تكون أيضًا عنيفا، إذا كنت عاقلا لا يعني ذلك أن تكون عنيفا.

أحكي لكم قصة حصلت معي أنا شخصيا من باب العِظة والعِبرة يوم غزت أمريكا العراق سنة 2003 إذا كنتم تذكرون ذلك التاريخ؛ يومها الأمة لأوّل مرة -الأمة العربية الإسلامية- تتعرض لغزو من هذا النوع لم تعهده قبل إلا باحتلال اليهود لفلسطين، فكانت مشاعر وعواطف الناس كلّها متأججة، ويومها خرج علينا مفتي النظام كان يومها أحمد كفتارو، خرج علينا مفتي النظام أحمد كفتارو ومجلس افتائه لكي يصدر فتوى بالنفير العام وبوجوب هذا النفير على كل شاب، وكأن النفير وجهاد الدفع الواجب لم يُفرض علينا قبلها!! النفير العام والجهاد الفرض العين واجب على المسلمين -يا إخواني- من يوم احتل اليهود فلسطين بل من يوم أخذ الصليبيون الأندلس، فلماذا يتحدّث حينها؟! شباب وفورة شباب وحماس… فعقدنا العزيمة على الذهاب لكي نجاهد في العراق، نريد أن نذهب للجهاد، وهو فرض عين، وأحمد كفتارو طلع يقول الجهاد فرض عين. إذا أحمد كفتارو الذي لا يتكلم في الجهدة عادةً يقول الجهاد فرض عين، فهذا عنا لنا أن لاحُجَّة لأحد بالتخلُّف… يومها بقدر الله عزّ وجلّ أمسك بي أحد أقربائي وأنا في الطريق وأخذ مني أوراقي وهويتي وكذا، المهم قصرني قصرا لم أستطع أن ألحق بإخواني، وجلس أمامي يعظني أنا في فورة الشباب أسبّه وأشتمه وألعنه ودعوت عليه، أقول تمنعني الجهاد!! قال لي: أنت إلى أين تذهب؟ قلت له: للجهاد، قال لي: الآن أنت ستذهب العراق، ما عنده جنود؟ ما عنده جيش؟ ما عندهم؟ ما عندهم؟ قلت له: عندهم، فهل هم بحاجة رجال؟ هل العطب في نقص الرجال؟ أنا يومها مغطى على ذهني قلت له: أحمد كفتارو الي ما بيحكي بالجهاد قال الجهاد فرض عين، قال لي: لازم تسأل حالك لماذا أحمد كفتارو الآن يريد من الشباب المتطوعين أن يذهبوا إلى العراق؟! وبالفعل دارت الأيام واكتشفنا أنّها كانت مصيدة للشباب الذين خرجوا إلى العراق، فمن عاد منهم سالما، وقد قتل كثير منهم، بل أغلبهم قتل، ومن عاد منهم سالما كانت قد انكشفت أوراقه للنظام السوري؛ أنه هذا ممكن في يوم من الأيام يكون شخص مجاهد، فتم اعتقال أغلب من عاد وسجنوا في صيدنايا وفي غيرها من المعتقلات والسجون، ومن نفَد منهم حدّثنا كيف كانوا يضعون الشباب المتطوعين الذين لم يلقوا حظّهم من التدريب في مقدمة الركب ليكونوا هدفا سهلا للعدو، فذاك الرجل لمّا نصحني قال لي: بس رأيت تحركت جيوش الدول وصار ينقصهم الشباب فأنت لابدَّ أن تكون معهم، قلت له: طيب ماذا أفعل؟ قال لي: أعد واستعد لكي تكون مجاهدا قادرا على تلبية نداء الواجب في اللحظة التي تنادى فيها حقًّأ، حقيقة في تلك اللحظة لم استوعب هذا الكلام منه وسببته وشتمته ودعوت عليه…. ولعله بعد سنة أو سنتين تبيّن لي مقدار جهلي في تلك اللحظة وكيف كانت العواطف تتلاعب فينا، لذلك الآن واجب الوقت أنا أقول دائما لكلّ الشباب كن على استعداد وكن على أهبة دائمة لكي تكون مع إخوانك؛ هل يعقل الآن في بيئة الجهاد وأن لست مستعد؟!! في ذاك الزمان كنّا نعد ونستعد والعدو بعيد، أمّا الآن العدو قرب قرانا، يريد استباحة أرضنا وأعراضنا، وبعض الشباب عندنا لم يُعدوا ولم يستعدوا، لم يهيئوا أنفسهم لا معنويا ولا بدنيا ولا عسكريا للجهاد!!

أعدّ واستعد فإذا نفر إخوانك ونقصهم العدد لابدَّ أن تكون جاهزا لتكون معهم ولا تترك إخوانك، ودائما -أخ الإسلام- دائما -أيُّها الشاب- حكّم عقلك وانقَد لمن يخاطبك بخطاب العقل.

البارحة سألني أخ ماذا ستخطب؟ قلت له والله محتار، الناس تحب من يكذب عليها، ونحن بفضل الله تعالى في مسجدنا هذا لم يخطب يوما شخص كذب على الناس من سنوات إلى الآن، الناس تحب من يلعب بعواطفها ويكذب عليها ويُجمّل لها الباطل، فبعد ثمان سنوات إلى متى سنبقى على هذا الحال؟! أعمل عقلك -أخا الإسلام- وخلاصة وصيتي لك لا تتبع الظن اتبع الحقائق، لا للتقليد الأعمى لأنّ الهوى يُعمي ويُصم، اتبع من يخاطبك بخطاب العقل ليس الذي يدغدغك بدغدغة المشاعر، كن على أهبة الاستعداد لكي تلبّي نداء الواجب وتنصر أمة الإسلام، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.

0

تقييم المستخدمون: 5 ( 2 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *